مقالات

هل يمكن أن تؤثر تحديثات انستقرام الأخيرة على سناب شات عملياً

سناب شات وإنستقرام

لم أعد أتابع الكثير من الأشخاص عبر سناب شات، أتابع البعض ومنهم المدون والرحالة الأمريكي (Matthew Karsten)، لكن قبل أيام أعلن هذا الرحالة عبر حسابه أنه سيتوقف عن النشر في سناب شات وسيستمر بالنشر عبر انستقرام فقط، وذلك بعد أن ظهرت خاصية الـ(story) في الانستقرام والمشابهة لما هو الحال في سناب شات، حينها أدركت عملياً أن تلك التحديثات الأخيرة في الانستقرام يمكن ان تؤثر على شعبية وانتشار سناب شات.

لقد اهتمت شركة الفيسبوك بتطوير تطبيق (انستقرام) وإضافة الخصائص الجديدة إليه بشكل مكثف في الأشهر الماضية، كما يبدو أن هنالك الكثير من الجهد والمال يصب لتحسين التطبيق بشكل أكبر بعد أن كان مهمل بعض الشيء في الفترة الماضية، وذلك بعد أن استحوذت الفيسبوك عليه في أبريل 2012، والعديد من المميزات ربما نشاهدها في الأشهر القادمة.

الآن تطبيق الإنستقرام يوفر خاصية القصص (story) وهي أهم ما كان يميز تطبيق سناب شات، وهي خاصية تمكن للمستخدمين نشر صور وفيديوهات قصيرة لا تتعدى العشرين ثانية وسوف تبقى متاحة 24 ساعة فقط ثم تختفي، هذه الخاصية تظهر في الجزء الأعلى في التطبيق بينما الجزء الرئيسي لن يتأثر فهو يعرض الصور والفيديوهات الجديدة القادمة من الحسابات التي يتابعها الشخص.

من سوف يترك سناب شات

في اعتقادي أن (Matthew Karsten) لم يكن لديه الكثير من الجمهور في حسابه في سناب شات، أما في شبكة الإنستقرام فهو يمتلك قرابة الـ 100 ألف متابع، طبعاً لا نعرف كم لديه من جمهور في سناب شات، لكن الطبيعي في الأمر أن الشخص عندما يقرر أن يتخلى عن نشاطه في إحدى التطبيقات فسوف يتوجه إلى التطبيق الذي يمتلك فيه العدد الأكبر ويترك الآخر.

نعلم أنه الشبكات الاجتماعية أصبحت كثيرة، لا أقصد كل الشبكات الإجتماعية لكن فقط الشبكات التي لها تأثير ولها شعبية كبيرة في العالم وعالمنا العربي بشكل خاص، ومن الصعب على المرء أن يستمر في النشاط والنشر عبر كل الشبكات الإجتماعية لأنها عملية مرهقة وتكلف الكثير من الوقت، لذلك فترك بعض الشبكات والتضحية بها من أجل التميز والتفاعل بشكل أكبر في شبكات أخرى هو أمر طبيعي بين مستخدمي الشبكات سواءً كانوا أفراداً أو مؤسسات.

الذين سيتركون سناب شات وينتقلون إلى الإنستقرام هم الأشخاص الذين حصلوا خلال الفترة الماضية على الكثير من المتابعين عبر انستقرام ولم يحصلوا إلا على القليل في سناب شات، سيبدأون التفكير في جهدهم ووقتهم المبذول في سناب شات، هل فعلاً يستحق، ومادام الإنستقرام يوفر لهم نفس الخاصية ولدهم فيه الكثير من المتابعين، فلما التشتت بين تلك التطبيقات وتضييع الكثير من الأوقات.

الإنغلاق في سناب شات

هنالك خاصية مهمة متوفرة في انستقرام تساهم في انتشار الحسابات بشكل كبير، إنها خاصية التوصيات، فعندما تقوم بالاشتراك في حساب متخصص في السفر مثلاً فسوف تظهر لك بعض التوصيات لحسابات متعلقة بالسفر أيضاً، إضافاة إلى خصائص البحث والإستكشاف التي من خلالها يمكن للمستخدم أن يصل إلى الحسابات التي يريدها في المجالات التي يرغب بها، بشكل عام يمكن اعتبار إنستقرام شبكة اجتماعية تربط الأشخاص والحسابات وتسهل عليهم الوصول لبعضهم البعض.

الأمر في سناب شات مختلف كثيراً، لا يوجد فيه خاصية البحث عن الحسابات بواسطة الإسم العام أو المجال أو أي شيء من هذا القبيل (هنالك خاصية البحث عن الأشخاص القريبين في المحيط الجغرافي لكن لا فائدة حقيقية مرجوة منها)، كما أنه لا يقدم للمستخدم حلول عملية وفعالة للتوصيات والوصول إلى الحسابات بناءً على الاهتمامات، يمكن أن ترد على أي سنابة لكن ردك هذا لن يشاهده أحد وبالتالي لن يتعرف على حسابك أحد، سناب شات تطبيق منغلق وليس شبكة إجتماعية.

وبما أن انستقرام شبكة اجتماعية فالانتشار فيه أمر سهل، ما عليك إلى إنتاج محتوى مميز وفريد والاستمرار في ذلك وسوف يصل إليك الكثير من المشتركين ويتابعونك عاجلاً أم آجلاً، أما في سناب شات فالانتشار ليس بالأمر اليسير ويجب عليك أن تتحرك من أجل نشر حسابك وكسب المتابعين، لذلك فهذه النقطة ستوفر عاملاً قوياً لإقناع بعض نشطاء سناب شات بالانتقال إلى الإنستقرام إذا ما قرروا التخلي عن أحد التطبيقين.

الشركات وسناب شات

من المعظلات التي واجهت وتواجه الشركات والؤسسات وحتى الأشخاص الذين يديرون أعمال صغيرة ومتوسطة، كيفية تقديم محتوى تسويقي والتواصل مع الجمهور بواسطة سناب شات، فكما نعلم أن سناب شات موجه أساساً للأفراد والتفاعل فيه يكون بشكل مباشر ويعكس اللحظات الحياتية المعاشة، لكن استخدامه كأداة تسويقية يحتاج بعض الحيل والأفكار.

قد يمكن توظيف شخص ليدير الحساب، لكن مع ذلك سيكون الحساب متعلق أكثر بالشخص وبأسلوبه في التواصل، فحتى لو لم يظهر في الشاشة وقام فقط بالتصوير داخل المؤسسة أو تصوير منتجات المؤسسة فسوف يرسل صوته مع كل سنابه، وبالتالي طريقته في الحديث وأسلوبه سيكون له أثر في إنتاج تلك الاسنابات ونشرها، تلك الشركات والمؤسسات تحتاج أن تجهز المحتوى بشكل احترافي خارج التطبيق ثم تنشره بشكل منظم.

نعم، سناب شات يوفر خاصية نشر المقاطع المحفوظة في الهاتف، لكنها تبقى خاصية فرعية ولا تدعم الكثير من الخيارات، أما في الإنستقرام فيمكن إنتاج فيديوهات قصيرة احترافية تصل مدتها إلى دقيقة كاملة ونشرها بشكل منظم في الحساب، كما يمكن إدارة الحساب من الحاسوب وعبر الإنترنت وليس شرطاً عبر التطبيق مثلما هو الحال في سناب شات (طبعاً لا يمكن تأدية كل شيء عبر الموقع)، هذه الخصائص وغيرها تجعل تطبيق الإنستقرام مناسباً أكثر للشركات والجهات التي لا تريد ربط حسابها بالأشخاص لكن بالمنتج أو الفكرة.

لكن في المقابل نلاحظ أن سناب شات لا تقف مكتوفة الأيدي، ربما هي تواجه تلك المنافسات بإبداع اكثر في تطوير خصائص وميزات جديدة أو حتى منتجات ملموسة جديدة كما هو الحال في منتجها الأخير المتمثل في النظارات، وعموماً، حمى التنافس هذه تصب في صالح المستخدم العادي (كما أنها أيضاً تصب في صالح تلك الشركات) فالشركات تتنافس لتقديم أفضل الخصائص والحلول التي تسهل على المستخدم حياته أكثر وأكثر.

تعليق واحد

  1. وكما يقول المثل ” سناب شات يبدع والفيسبوك يسرق بكل -وقاحة- “. اتسائل فعلا عن شعور مؤسسي انستغرام كيف لهم ان ينظموا لحلم رجل يريد احتلال العالم تقنيا مارك ويتخلو عن حلمهم هم وكذلك واتساب.. من الواضح ان المال يفعل الكثير هذه الايام ان لم يكن كل شيء. مقالة تحليلية ممتازة نريد الكثير منها في هذا الموقع سلمت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى