مقالات

2016، العام الذي سيُنهي عصر التطبيقات ومتاجرها على الأجهزة الذكية

كانت، وما تزال، التطبيقات على الأجهزة الذكية كالهواتف والحواسب اللوحية المُحرّك الأساسي لأنظمة تشغيل هذه الأجهزة. فنظامي أندرويد وآي أو إس لم يسيطروا على سوق أنظمة تشغيل الأجهزة الذكية من فراغ، وتُعتبر متاجر التطبيقات التي تتوفر فيها – آب ستور في آي أو إس وجوجل بلاي في أندرويد – من أهم عوامل القوّة والتي تسعى كُبرى الشركات مثل بلاك بيري ومايكروسوفت إلى دعمها بشكل أو بآخر.

بلاك بيري ومُنذ إطلاق الإصدار العاشر من نظام تشغيل هواتفها BBoS أيقنت أن دعم تطبيقات أندرويد داخل النظام يعني جذّب شريحة أكبر من المُستخدمين، حالها حال مايكروسوفت التي عملت أولًا على تطوير تطبيقات لخدماتها لتلك الأنظمة، ثم سعت إلى دعم تشغيل تطبيقات أندرويد داخل نظام ويندوز للحواسب والهواتف الذكية أملًا منها في إحياء نظام تشغيل ويندوز موبايل 10 على الأقل.

لكن العام الجاري، 2016، حمل الكثير من التغييرات على صعيد التطبيقات ومتاجر التطبيقات ومُستقبلها القادم لا محالة، وسوف نرى بكل تأكيد خلال الأعوام القادمة زوال سيطرة متاجر التطبيقات والتوجه نحو مفاهيم ثانية وهو ما يعني تغيّر عوامل قوّة أنظمة تشغيل الأجهزة الذكية بشكل كامل.

نشهد حاليًا شكلين جديدين للتطبيقات بعدما أخذت شكلًا واحدًا مُنذ عام 2008 الذي شهد إطلاق متجر تطبيقات نظام آي أو إس الذي يُعرف باسم آب ستور App Store، تلاه متجر تطبيقات جوجل ويُعرف هو الآخر باسم جوجل بلاي Google Play.

تطبيقات الويب Web Apps ليست بمفهوم جديد كُليًا، لكنه عاد من جديد للظهور بعدما ظهر لأول مرّة مع بدايات هواتف آيفون. في الجيل الأول لهواتف آيفون لم يتوفر متجر التطبيقات، بل عمدت آبل إلى توفير واجهات برمجية تسمح للمُطوريين بكتابة تطبيقات لهذه الأجهزة بالاعتماد على مُتصفح سفاري، بمعنى آخر، يُمكن تطوير تطبيقات على هيئة إضافات لمُتصفّح سفاري ليحصل المُستخدم على أدوات جديدة باستمرار.

لم يدم هذا المفهوم كثيرًا ورأى ستيف جوبز وفريقه ضرورة توفير واجهات برمجية أكثر تطوّرًا لفتح الباب على مصراعيه أمام المُطوريين والمُستخدمين وهو ما تم بالفعل عقب إطلاق متجر آب ستور للمرّة الأولى، وهذا بدوره أدّى إلى اختفاء مفهوم تطبيقات الويب وانحصارها فقط في إضافات المُتصفحات الموجودة على الحواسب مثل جوجل كروم، سفاري، أو فايرفوكس.

لكن جوجل أعادت من جديد إحياء هذا المفهوم بشكل أو بآخر من جديد خلال العام الجاري من خلال ميّزة بث التطبيقات سحابيًا.

مفهوم بث التطبيقات قائم على مبدأ جميل جدًا، فعند استخدام مُحرك بحث جوجل داخل هواتف أندرويد من أجل حجر بطاقات طيران على سبيل المثال، سوف تقوم جوجل بعرض واجهات أحد تطبيقات حجز بطاقات الطيران المتوفرة لأندرويد، ودون وجود حاجة لتثبيت التطبيق أبدًا، فخوادم جوجل سوف تعمل على تشغيل التطبيق سحابيًا وعرض الواجهات والنتائج داخل مُحرك البحث. هذا يعني أن الواجهات والخيارات المُرتّبة سوف تظهر للمُستخدم لكن دون عناء الدخول إلى متجر التطبيقات والبحث عن التطبيق وتثبيته، ثم إنشاء حساب بداخله والبدء باستخدامه.

نعم نحن ما زلنا بحاجة إلى وجود التطبيق أساسًا في متجر جوجل بلاي لتقوم جوجل ببثّه، لكن الشركة قد تُطلق واجهات برمجية تسمح بتطوير التطبيق للعمل سحابيًا، أي باستخدام تقنيات تطوير الويب مثل HTML 5، CSS 3 بالإضافة إلى لغة جافا سكريبت، وهذا بدوره مُحاكاة لمفهوم تطبيقات الويب وإضافات المُتصفحات المتوفر في مُتصفحات الحواسب أولًا، والجيل الأول من هواتف آيفون ثانيًا.

قد لا تبدو تطبيقات الويب هي المُستقبل الحقيقي للتطبيقات بسبب اعتمادها على الكثير من العوامل منها توفير واجهات برمجية جديدة أولًا، ثم اتباع معايير مُحددة ثانيًا، في ظل وجود أدوات لتطوير تطبيقات لأنظمة أندرويد وآي أو إس تؤدي الوظيفة المطلوبة منها بكل سلاسة واحترافية. لكن الشكل الآخر لمُستقبل التطبيقات قوي جدًا لأن فيسبوك هي من تقف وراءه.

البرمجيات الذكية Bots، إضافات مسنجر Messenger Extensions أو الاسم الذي يروق لي كثيرًا، التطبيقات المُصغّرة Micro Apps، هي الشكل الثاني لمُستقبل تطبيقات الأجهزة الذكية.

بكل تأكيد سمعتم عن فكرة Bots في مسنجر، وهي عبارة عن إضافات برمجية داخل تطبيق مسنجر تسمح بإتمام مهام مُحددة دون الحاجة إلى استخدام تطبيق آخر؛ هل ترغب بإرسال هدية للاحتفال بمولد أحد الأصدقاء؟ افتح تطبيق مسنجر وقُم بتشغيل الإضافة المُخصصة لهذا الغرض، فأنت تختار المُناسبة وتُحدد الصديق فقط لتقوم الإضافة باستخراج عنوان منزله من خلال بياناته المُخزّنة داخل فيسبوك، كما تقوم بسحب المبلغ من حسابك المُعرّف مُسبقًا داخل فيسبوك أيضًا، فالعملية لن تستغرق أكثر من دقيقة أو دقيقتين على الأكثر.

قوّة هذا الإضافات تكمن في كونها حلًّا لمُشكلة يشتكي منها الكثير من المُطوريين بشكل أساسي، وهي تعدد أنظمة تشغيل الأجهزة الذكية. فلكتابة تطبيق ما تحتاج إلى برمجته أولًا لنظام أندرويد، ثم لنظام آي أو إس، ثم لنظام ويندوز موبايل، ثم لنظام بلاك بيري، كُل حسب لغة برمجته المُناسبة ومعايير وضوابط الاستخدام الخاصّة به.

لكن في حالة مسنجر فالمطوّر لم يُعد بحاجة لكل ذلك القلق، فكتابة التطبيق ليعمل داخل تطبيق مسنجر يضمن له عمله جميع الأجهزة التي تدعم تشغيل مسنجر، وبالتالي لن يخسر المُطوّر أو صاحب العمل شريحة كبيرة من المُستخدمين، وضمن انتشار تطبيقه إذا كان يحمل فكرة جديدة تُساعد في حل مشاكل المُستخدمين.

إضافة إلى ذلك، تمتلك فيسبوك أكثر من مليار و600 ألف مُستخدم حول العالم، مع وجود 900 مليون مُستخدم لتطبيق مسنجر، وبالتالي شريحة كبيرة من مُستخدمي الأجهزة الذكية موجودة مُسبقًا على فيسبوك وتستخدم مسنجر، ووظيفة المُطوّر تنحصر في كتابة إضافة تتوافق مع معايير وضوابط فيسبوك ومن ثم نشر الإضافة وتقديم الفائدة للمُستخدمين وانتظار النتائج.

بما أن فيسبوك تُسيطر على الإنترنت في وقتنا الحالي من خلال التقنيات والأفكار الجديدة التي تسعى إلى توفيرها بشكل مُستمر، فهذا يُرجّح كفّتها بشكل كبير، ومن المُمكن أن يكون تطبيق مسنجر إلى جانب ميّزة بث التطبيقات في مُحرك بحث جوجل الشكل الجديد لتطبيقات الأجهزة الذكية، وبالتالي تراجع أهمّية متاجر التطبيقات.

هذه المُعطيات تصب في كفّة اسمين لا ثالث لهما في عالم الهواتف الذكية، بلاك بيري ومايكروسوفت، فالشركتين تسعيان لوضع قدم في سباق أنظمة تشغيل الأجهزة الذكية، لكن متاجر تطبيقاتهما الشحيحة تحول دون ذلك، وانتشار مفهوم بث التطبيقات أو التطبيقات المُصغّرة داخل مسنجر قد يزيل عائق لطالما كان كبيرًا، ويفتح الباب أمامنا كمُستخدمين للاستمتاع بمنافسة تقنية بين أربعة اسماء كبيرة وميّزات جديدة لا حصر لها لاختيار المُناسب من بينها.

هذا المقال يعبِّرُ عن وجهة نظر الكاتب، ولا يعكس بالضرورة رأي عالم التقنية.

‫8 تعليقات

  1. المقال في مجمله جميل لكن عنونته المحددة فيها اختزال كبير لسرعة التغيير (2016، العام الذي سيُنهي عصر التطبيقات ومتاجرها على الأجهزة الذكية) فما زال العام والحالي وما بعده في القريب المنظور للمتاجر كما هو متوقع.. ايضا هذه الفكرة المطروحة هي ضمن فكرة العمل أونلابن وهذه تواجه مشاكل كثيرة وتحديات وهي التي بنت جوجل عليها نظام كروم.. فالعمل أونلاين مفيد لكن لا يغني عن الأوف لاين.. وفي آخر المقال بعد أن أشاد بقوقل حيث أنها سباقة في المجال اختزل الفائدة لهذه النظم الحديثة لويندوز وبلاك بيري!!..
    يحتاج المقال أعادة نظر وفكر من قبل الكاتب.. مع الاهتمام بالعنوان ففيه اجحاف ومبالغة معرفية..

  2. أراها على حسب وظيفة التطبيق نفسه مثل تطبيقات التي تعمل داخل المتصفحات لا تتطلب أداء عالي او واجهة استخدام متطورة , تطبيقات اونلاين غالبيتها ذو وظائف محدودة مثل حجز التذاكر وتحويل العملات و الترجمة وآلة حاسبة

  3. للتذكرة فإن ال bots أطلقت في مؤتمر مايكروسوفت وفي سكايب وكورتانا.
    هذه ستكون مكان آخر للتطوير وتنازع المبرمجين ولا أظن آبل وجوجل سيقفان متفرجين كذلك فكل منهما لديه ماسنجر خاص به ومساعد شخصي كذلك.
    التنوع لا مهرب منه..
    والزبائن وما يفضلون ..
    وتبقى الأقوى حظاً في كل ذلك الأكثر تكاملاً بين كل الخدمات …

  4. بلا شك فإن تطبيقات الموبايل التقليدية قد انتهى عصرها الان فقد قامت الشركات الكبرى بالاستحواذ على القطاع الاكبر منها . لو عملنا دراسة بسيطة للوقت الذي نقضيه على هواتفنا الذكية لتبين لنا ان 90% من هذا الوقت ان لم يكن اكثر نقضيه على تطبيقات تابعة لشركات كبيرة كالفيس بوك وتويتر وجووجل الخ. فرصة نجاح اي تطبيق جديد على مستوى عالمي تكاد تكون معدومة إلا اذا كان هذا التطبيق من طرف شركة كبيرة. معظم الأفكار في التطبيقات تم عملها والفرصة الوحيدة تكمن في نقل بعض التطبيقات العالمية الى الاسواق المحلية.

    لو نظرنا الى الاتجاه العالمي للتقنية الان لوجدنا أن كل الشركات تتوجه نحو internet of things والنانو تكنولوجي و الهاردوير بشكل عام. حتى اكبر شركات السوفتوير اصبحت تنتج هاردوير, فيس بوك اشترت oculus وجووجل اشترت nest ومايكروسوفت بدأت بجدية انتاج اجهزة كhololens وكيكنكت واكسبوكس اضافة الى اجهزة الموبايل والحواسيب الشخصية وابل هي شركة هاردوير بالاساس.

    بوجهة نظري فإن مستقبل التطبيقات لن يتوقف بل سيكون هناك محور اخر وهو تطبيقات مرتبطة باجهزة الكترونية ذكية ابداعية اي تحكم بالاجهزة الذكية عبر الموبايل. اذا اردت أن يكون لك مكان في المستقبل فعليك ان تتقن الهاردوير والسوفتوير أو على الاقل ان تقوم بعمل تطبيقات مميزة لمحاكاة الاجهزة الذكية الجديدة.

  5. الكاتب عامل فيها محلل خبير وهو من جنبها, قلك 2016 تنتهي المتاجر ههههههههههه ترجم أخبار الله يصلحك واترك عنك الفلسفة

  6. ممكن بكل تأكيد ، مثل Java Web Application على الوندوز ، ولاكن ولاكن ولاكن . مشاكل كثيرة اخطاء اكثر . جماليات التطبيقات معدومة ، واداء التشغيل محجمة ، اضافة الى تطلبات قدرات تخزينية هائلة وحجم باندوذ “ضغط” مبالغ فيه ، فقدان قدرات الاجهزة الذكية (رامات وكرت شتشة) للعدم . برائي الوقت كثير بدري على هيك سناريو بس محتمل التنفيذ اذا ما وضع معايير وقواعد وصول وبرمجية جديدة بالكامل للمنصنة الويب (اذا صح التعبير) .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى