مقالات

لماذا تُمثل “تسلا” الرؤية الأفضل لمُستقبل السيارات ؟!

تسلا

عندما أسس “إيلون ماسك”، وهو مهندس ومُستثمر كندي أمريكي وُلد في جنوب أفريقيا، مع أربعة شُركاء آخرين في العام ٢٠٠٣ شركة “تسلا موتورز” Tesla Motors، لم يكن أكثر المُتابعين تفاؤلا يعتقد بأن الشركة الوليدة ستدخُل في مُنافسة فعلية في سوق السيارات الذي تحتكره شركات عريقة عملاقة تأسست منذ ما يزيد عن قرن من الزمان.

اليوم وبعد مرور ١٢ عاما على تأسيسها، أجد نفسي أميل الى الإعتقاد بأن سيارات “تسلا” تُمثل الرؤية المثالية لمُستقبل السيارات في السنوات المُقبلة، بل والنهج الذي ستسير عليه سوق السيارات في سبيل التحول الى “السيارات الذكية”. دعونا نُلقي نظرة سريعة على ما يدفعني الى الإعتقاد بذلك، وربما تقودك السطور التالية الى أن تُدرك ما ستُصبح عليه السيارات في المُسقبل القريب.

تُعرف شركة “تسلا موتورز” نفسها بأنها شركة لإنتاج السيارات الكهربائية الفاخرة، ولا شك أن إختيار هذا المجال في المُنافسة مع شركات السيارات الكُبرى كان إختيارا مُناسبا لأبعد مدى، لسببين؛ الأول هو كون هذة السوق ناشئة بأكملها، ما يجعل جميع المُتنافسين بها مُبتدئين بخبرة محدودة، والثاني هو أن فئة السيارات الكهربائية تُمثل مُستقبل سوق السيارات على المدى البعيد.

بدأت الشركة إنتاجها من السيارات الكهربائية بتقديم سيارة كهربائية رياضية مكشوفة بمقعدين، تحمل الإسم Tesla Roadster، في العام ٢٠٠٨، وأوقفت إنتاجها في العام ٢٠١٢، بعد أن قدمت الجيل الثاني والذي يُعد الأكثر نضوجا وإكتمالا، Tesla S. بدأت “تسلا” في تحقيق أرباح للمرة الاولى مُنذ إنشائها في عام ٢٠١٣، ووصلت المبيعات الإجمالية للسيارة Tesla S حتى اليوم الى ٩٠ ألف سيارة حول العالم. وتُعد السيارة Tesla S سيارة سيدان كهربائية فاخرة بمواصفات رياضية حديثة، وحين نتحدث عن الرؤية الأفضل لمُستقبل السيارات، فإن Model S من “تسلا” تُعد المثال الأفضل لذلك.

model-s-tesla-blue

لماذا تُمثل “تسلا” الرؤية الأفضل لمُستقبل السيارات ؟!

لا يتعلق الأمر مُطلقا بكونها تُنتج السيارة الكهربائية الذكية الاولى من نوعها التي تُقدم أداءا رياضيا دون أية تنازُلات عن كل ما يعشقه قائدي السيارات التقليدية من حيث تجربة القيادة بما تشمله من سرعة، قوة وإثارة. ولكن “تسلا” قدمت ما هو أفضل من ذلك، بقدرتها على إدخال تحديثات محورية على السيارة في صورتها التقليدية، وأميل الى الإعتقاد بأن هذة التحديثات تصلُح لأن تُصبح مواصفات إفتراضية في سيارات المُستقبل:

  • نظام كمبيوتر للتحكم الداخلي والترفيه مُتصل بالإنترنت: قدمت شركات السيارات الكُبرى عشرات، إن لم تكن مئات، المحاولات لتنفيذ نظام ترفيه إلكتروني داخلي يمتاز بكونه صديق للمُستخدم وغني بالوظائف في نفس الوقت، ولكنني لا أزال أزعُم بأن أيا منهم لم يُتقن هذا النظام أو يُقدم لنا شئ أشبه بما إعتدناه في هواتفنا الذكية أو أجهزتنا اللوحية. إستبدلت “تسلا” نظام الترفيه التقليدي بتجربة فريدة من نوعها مُتمثلة في شاشة عرض تعمل باللمس بقياس ١٧ إنش يُمكن من خلالها التحكم في جميع وظائف السيارة، بالإضافة الى كوتها مُزودة بنظام ملاحة كامل المزايا من خلال خرائط “جوجل”، ومُتصفح للإنترنت بالحجم الكامل يدعم غالبية تقنيات الويب الحديثة.
  • تحديثات عبر الإنترنت لنظام السيارة بالكامل: لم نكن نعلم من قبل أن السيارة التي نمتلكها يُمكنها أن تتعلم القيام بمهام ووظائف جديدة من خلال تحديث لنظام التشغيل يُمكن تحميله عبر الإنترنت، بطريقة أشبه ما تكون للهواتف الذكية و الحاسبات المحمولة. ستبقى “تسلا” هي أول من أدخل هذا المفهوم على السيارات الحديثة بعد أن أطلقت مؤخرا تحديث لسياراتها يُصيف لها مزايا عديدة من بينها نظام للقيادة الذاتية والركن التلقائي.
  • نظام للقيادة الذاتية يُمكن تطبيقه فعليا: تُحاول شركات تقنية كُبرى عديدة، بالتعاون مع شركات مُنتجة للسيارات، تصميم أنظمة للقيادة الذاتية تسمح للسيارات بالتنقل من مكان الى مكان دون وجود سائق. وعلى الرغم من كون كثير من هذة التجارب تسير بخُطى مُتسارعة، مثل مشروعات “جوجل” و”أبل”، إلا أن “تسلا” ستظل أول من قدم نظام للقيادة الذاتية يصلح فعليا للإستخدام على الفور. في شهر أكتوبر الماضي، أطلقت الشركة تحديث لسياراتها يُضيف لها نظام للقيادة الذاتية يعمل فقط على الطرق السريعة، وتستطيع السيارة من خلاله السير بمُفردها دون تدخل السائق، على أن يبقى السائق في مقعده مُتمسكا بالمقود للتدخل في حالات الطوارئ فقط، وتقوم السيارة بتحذير السائق في حال قامت بتحليل الطريق وإستنتجت وجود صعوبات قد تمنع نظام القيادة الذاتية من قيادة السيارة.
  • سيارة قادرة على الإحساس والتعلُم: تستشعر سيارة “تسلا” عندما يقترب شخص يحمل في جيبه مُفتاح السيارة، فتبرز مقابض أبواب السيارة الى الخارج ليُصبح من الممكن إستخدامها فقط عندما يكون المالك بالقرب من سيارته. تستفيد السيارة من مُستشعرات عديدة في تحليل سلوك السائق، وطبيعة الطريق الذي تسير عليه السيارة، وتستغل السيارة هذة المعلومات في التعلُم لتُقدم تجربة قيادة أفضل، وينطبق ذلك على مُعظم أنظمة السيارة. لا شك لدي بأن سيارات المُستقبل جميعها ستستطيع مُعالجة البيانات بطريقة مُشابهة.

tesladrive1_v2

تعليق واحد

  1. تيسلا جلست على مقعدها وامسكت بمقودها في احد المعارض ,,, لا اخفي انبهاري بالسيارة بالعموم وبالاداء بوجه الخصوص,,, لكن سعرها الخيالي يجعلها عقبة في وجه كل شاب طموح,,,,,, اصلا هذه التكلفة العالية تتعارض مع اول مباديء السيارات الكهربائية, وهو تخفيض تكلفة التشغيل !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى