مقالات

هل يُمثل “اللمس ثلاثي الأبعاد” مُستقبل التحكم في الهواتف الذكية ؟!

Screen Shot 2015-09-13 at 1.10.40 AM

لا شك أن كونك تقرأ هذة السطور يعني بالضرورة أنك تعلم بالفعل أن “أبل” قد أطلقت في التاسع من سبتمبر الجاري الجيل الجديد من هواتف “آي فون”، في حدث إنتظره الكثيرون من عُشاق التقنية، والذي جاء يحمل الرمز “إس” في طرازيه الجديدين iPhone 6s و iPhone 6s Plus. ويُعد أبرز ما جاء به الجيل الجديد من هواتف “آي فون” هو نظام التحكم باستخدام اللمس الجديد والذي يحمل إسم 3D Touch أو “اللمس ثلاثي الابعاد”، وتُسوق “أبل” لهذة الإضافة الجديدة بكونها “الجيل الجديد لشاشات اللمس المُتعدد”، وتُعول عليها قي إقناع المُستخدم بشراء الهاتف الجديد كأبرز ما إستجد به من مميزات. في السطور التالية، نُلقي نظرة أكثر عُمقا على هذة التقنية الجديدة، ونطرح التساؤل، كيف يبدو مُستقبل شاشات اللمس ؟!

لماذا تهتم “أبل” بتطوير تقنية اللمس المُتعدد ؟

لطالما قدمت “أبل” نفسها كشركة تُجيد تصميم واجهات الإستخدام، ولا شك لدي في أن الشركة لم تكن لتصل الى ما وصلت إليه إلا بعنايتها البالغة بتجربة الإستخدام – User Experience – الخاصة بكافة مُنتجاتها. وترتكز سياسة “أبل” في تطوير واجهات إستخدام مُنتجاتها على مبدأ سهولة الإستخدام، والتخلُص من كافة التعقيدات التي قد تُربك المُستخدم، حتى وإن كان ذلك على حساب الإمكانيات والوظائف التي يُقدمها المُنتج. وفي الوقت الذي أشبعت فيه شاشات اللمس المُتعدد إحتياجات السوق في الفترة الماضية من حيث التحكم في نظام تشغيل الهاتف الذكي وأداء وظائفه التقليدية بسهولة ويُسر، أدى التطور المُتسارع فيما يُمكن للهاتف الذكي القيام به من وظائف، وما وصلنا إليه اليوم من إستخدامه كبديل للحاسبات الشخصية في عديد من المهام اليومية، الى ظهور صعوبات في التحكم في تلك الوظائف والمهام دون المساس بتجربة الإستخدام السلسة التي إعتادها المُستخدم. يأتي “اللمس ثلاثي الأبعاد” اليوم كبديل ضروري ليتوافق الهاتف الذكي مع أدواره الجديدة.

touchscreen_capacitance

كيف تعمل تقنية “اللمس ثلاثي الأبعاد” ؟

تأتي تسمية التقنية الجديدة بهذا المُسمى “اللمس ثلاثي الأبعاد”، من واقع قُدرتها على قياس حركة أصابع المُستخدم في أبعاد الفراغ الثلاثة، أُفقيا، رأسيا، وكذلك حركة شاشة العرض الى الأعلى والأسفل. وتعتمد التقنية الجديدة على طبقة مكونة من ٩٦ مُستشعر لشدة الضغط “Strain Gauges” تم دمجها بوحدة الإضاءة الخلفية الخاصة بشاشة العرض، وتعمل تلك المُستشعرات من خلال قياس المسافة بين الشاشة الزُجاجية ووحدة الإضاءة الخلفية الخاصة بها، حيث تستطيع التعرف على ثلاث درجات من شدة الضغط على شاشة الهاتف هي؛ اللمس، اللمس مع الضغط الخفيف على الشاشة، واللمس مع الضغط بشدة على الشاشة.

shots-touch

كيف يستفيد “الآي فون” من هذة التقنية حاليا ؟

بصدور iPhone 6s في الأسواق رسميا في الخامس والعشرين من الشهر الجاري سيحصل المُستخدمون على عدة طُرق جديدة للتفاعل مع هواتفهم. وتتضمن الأوامر الجديدة التي أصبح الهاتف قادرا على الإستجابة لها الأوامر “Peek and Pop”، وهي طريقة جديدة في تصفح مُحتويات العديد من تطبيقات الهاتف حيث يؤدي اللمس مع الضغط بخفة على رابط لموقع إنترنت، أو رسالة بريد إلكتروني أو حتى عنوان السكن الخاص بشخص ما، الى فتح نافذة مُنبثقة صغيرة تُظهر الموقع، الرسالة، أو الخريطة الخاصة بالعنوان، وتختفي بمجرد رفع الإصبع عن شاشة الهاتف، أما اللمس مع الضغط بشدة أكبر على أيا من هذة الروابط فيؤدي مُباشرة الى الإنتقال الى التطبيق المُناسب وفتح العُنصر المطلوب بشكل كامل.

تُضيف التقنية الجديدة كذلك الى نظام تشغيل iOS خاصية القوائم المُنزلقة، والتي يُمكن الحصول عليها باللمس مع الضغط بخفة على أيقونة أيا من التطبيقات الإفتراضية الخاصة بالنظام، مثل الكاميرا، الرسائل، وتطبيق الهاتف، ويُمكن للمُستخدم من خلال تلك القوائم الإنتقال مُباشرة الى العديد من الوظائف التي كانت في السابق مخفية بداخل كل تطبيق وتحتاج الى عدة خطوات لتفعيلها، مثل تفعيل الكاميرا الأمامية مُباشرة لإلتقاط الصور، أو إرسال رسالة قصيرة مُباشرة الى أحدث الأشخاص الذين قام المُستخدم بمراسلتهم مؤخرا.

كيف يبدو “مُستقبل اللمس ثلاثي الأبعاد” ؟

كما هي العادة مع كل تقنية مُستحدثة، فإن الخيارات التي باتت مُتاحة الآن مع تقنية “اللمس ثلاثي الأبعاد” لا تُمثل سوى القليل من الإمكانات والآفاق التي قد تُصبح مُتاحة في المُستقبل القريب. والواقع هو أن هذة الآفاق هي السبب الفعلي الذي يجعلني مُتحمسا لهذة التقنية الجديدة، حيث تتضمن الخيارات المطروحة تتطبيقات للرسم باستخدام اللمس يستطيع المُستخدم فيها التحكم في كمية الحبر من خلال شدة الضغط على الشاشة، وكذلك ألعاب إلكترونية تتفاعل مع المُستخدم وتستشعر وضعه، تحركاته، بل وإنفعالاته عند التعامل مع الهاتف الذي يُمسك به بين يديه.

‫2 تعليقات

  1. لا يزال يدور في ذهني سؤال
    كيف سيتعامل الطفل مع هذه التقنية ؟
    بصيغة أخرى : كيف ستحمي الشركات شاشاتها من الضغط الشديد ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى