مقالات

كيف يمكن الاستفادة من التقنية لترك بصمة حسنة تستمر لما بعد الموت

oa_after_death

الكثير من الناس يفكرون كيف يضعون بصماتهم في هذه الحياة من أجل ترك أثر طيب فيها قبل المغادرة، العمل الصالح وسائله كثيرة وطرقة عديدة ، لكن بشكل عام هنالك نوعين من العمل الصالح، عمل صالح منقطع أو يتطلب تدخل مباشر منك كي يستمر ، وعمل صالح يعمل من تلقاء نفسه ، وهذا الأخير هو ما سنتكلم عنه في هذه المقالة لكن من زاوية تقنية.

مثلاً عندما تقوم بعمل موقع الكتروني وتنشر فيه المقالات المفيدة في المجال الذي تبرع فيه، فإن هذا الموقع سيكون مفيداً لكل من يمر عليه ويقرأ ما فيه من محتويات، لكن هذا الموقع يحتاج منك أن ترعاة وتجدد استضافته وتجدد كذلك إسم النطاق الخاص به، وإذا انقطعت عنه لسبب من الأسباب أو انتقلت إلى الدار الآخرة فسوف يتوقف وينقطع الخير الذي يفيد المجتمع ويعود عليك بالفائدة وانت هناك خارج عالمنا الصغير، إذا فكيف نستثمر مهارتنا وعلمنا في عمل يعود علينا بالخير والحسنات بدون تدخل منا وسواءً كنا هنا أم هناك ؟

o_1أنشئ مدونة مجانية

المدونات المجانية سواءً كانت على (بلوقر) أو على الوورد برس، هي من الوسائل الجيدة لنثر الدرر ونشر المعرفة المجانية وترك بصمتك الخاصة على شبكة الانترنت، بصمة سوف تستمر وتبقى هنالك مفتوحة للجميع يصل إليها كل من يبحث عن مواضيعها عبر محركات البحث، معرفة مجانية متاحة للجميع وستبقى متاحة سواءً كنت متابع لها أم ناسياً لها، سواءً كنت في الحياة الدنيا أم الأخرى.

بإمكانك أن تفتح مدونة جديدة متخصصة في مجال من المجالات، مجال أنت متخصص فيه وتستطيع أن تعطي فيه الشيء الكثير، ثم تكتب فيه كلما سنحت لك الفرصة، ربما يكون لك مواقع اخرى تستفيد منها مالياً وتكسب منها من خلال الإعلانات، أما هذه المدونة فالمكسب من ورائها أعظم وأكبر وهو إستثمار ناجح بعيد المدى.

o_2انشر فيديوهات مفيدة

عندما تقوم بإنتاج فيديو مفيد وتنشره في شبكة اليوتيوب، فهو يبقى في موضعه هناك يحصد المشاهدات يوما بعد يوم، وشهراً بعد شهر، ربما لا يحصل على مشاهدات كثيرة في أول الأمر لكن تلك المشاهدات لا تنقطع وخاصة ان كان فيديو مفيد ومميز، سوف يصل إليه مستخدموا الانترنت من أرجاء الأرض بدون جهد منك يذكر، فمحركات البحث وخاصية البحث داخل اليوتيوب تؤدي ما عليها لإيصال من يريد المشاهدة إلى ذلك الفيديو.

موقع اليوتيوب يوفر استضافة للفيديوهات بشكل مجاني، ويضمن بقائها متاحة أمام الجميع (مادامت لا تحتوي على مخالفات) وسواءً بقيت على متن هذه الرحلة (رحلة الحياة الدنيا) أو انتقلت إلى الرحلة الأبدية الأخرى فتلك الفيديوهات ستظل موجودة إلى أن يشاء الله، وستظل وفود الزائرين تصل إليها، وستظل الفائدة تنتشر وتنتشر والحسنات تزداد وتزداد في صحيفتك. لكن هنالك سؤالين قد يخطران على بال المرئ، هما:

  • ما نوع الفيديوهات التي يمكن أن أنشرها ؟
  • كيف اقوم بتسجيل وإنتاج تلك الفيديوهات ؟

لا يشترط أن تكون الفيديوهات ذات طابع ديني أو دعوي، يمكنك نشر أي فائدة صغيرة كانت أم كبيرة، يمكنك ان تتكلم عن المواضيع التي لديك خبرة فيهاكي يتعلم منك الآخرون، إذا كنت مصمم أو مبرمج انشر فيديوهات تعليمية عن التصميم أو البرمجة، إذا كنت مدير ناجح انشر نصائح عملية عن الإدارة الفعالة، إذا كنت تمتلك تجارب ناجحة في باب من الأبواب أو مجال من المجالات فقم بنشر تجاربك على شكل فيديوهات يستفيد منها الآخرون، أبواب الخير كثيرة.

أما كيف تقوم بتسجيل وإنتاج الفيديوهات، فهذا الأمر بسيط، أنا انصحك ببرنامج مجاني، بسيط واحترافي في نفس الوقت، هو برنامج ActivePresenter ، يمكنك قراءة المقالة التي كتبتها عنه من هنا

o_3انشر تطبيقات مجانية

لقد أصبحت الهواتف الذكية منتشرة في كل بيت وداخل كل جيب، هواتف لم تعد وظيفتها الأساسية هي التواصل مع البشر، بل لإدارة أمور حياتنا الشخصية ومساعدتنا في الكثير من الجوانب، وذلك كله بسبب انتشار وتنوع التطبيقات التي تعمل عليها، تطبيقات كثيرة في جوانب عديدة، تطبيقات تسهل لنا حياتنا وتنمي لنا مهاراتنا، بعض تلك التطبيقات المفيدة هي من تطوير أشخاص مثلك، أشخاص تعبوا وسهروا كي ينجزوا شيئاً ذو قيمة، ثم اطلقوه في متجر التطبيقات وتم تحميلها آلاف وربما ملايين المرات.

التطبيق المفيد والمميز عندما ينصبه المستخدم في جهازه فإنه يبقى فيه إلى أن يشاء الله (مادام مفيداً ونافعاً)، يعود إليه المستخدم كلما احتاجه، وأنت تكون قد تركت بصمتك الحسنة وعملك الصالح داخل آلاف او ملايين الأجهزة، وسيظل التطبيق في المتجر متاح لمن أراد التحميل والإستفاده، وستظل تكسب الحسنات أثناء حياتك وبعد مماتك إلى أن يشاء الله.

لكن السؤال، كيف يمكن أن اقوم بتطوير تطبيقات المحمول وأنا لست مبرمج أو لا أملك الخبرة الكافية ؟ يمكنك ذلك بسلك إحدى طريقين، الطريق السهل السريع، أو الطريق الصعب البطيئ، الطريق السريع هو أن تقوم بعمل اعادة تصميم لتطبيقات جاهزة تقوم بشرائها من أصحابها، ثم تحولها إلى النوع الذي تريده أنت، يمكنك معرفة المزيد عن هذا المجال بقراءة مقالتنا السابقة هذه:

أما الطريق الطويل فهو أن تقوم بتعلم مهارات برمجة تطبيقات الهواتف الذكية، هذا الطريق سيمكنك من أنشاء وتطوير تطبيقات احترافية، فإذا كنت على سبيل المثال تمتلك فكرة مميزة لتطبيق مفيد واستثنائي، فلا تتردد في التعلم إذا ما وجدت الوقت المناسب، فهنالك الكثير من المصادر التعليمية المجانية في شبكة الانترنت، فإذا كنت تنوي دخول مجال تطبيقات الأندرويد على سبيل المثال، فيمكنك البدئ بلغة الجافا، ثم تنتقل إلى برمجة الأندرويد.

وأخيراً، حياة المرئ تقاس بمقدار ما أعطى فيها وليس ما أخذ، كلنا سنأخذ ما قدر لنا أن نأخذه، وكل الأخذ سيزول ويصبح سراباً، لكن العطاء هو الذي سيبقى فعلاً ، هو الذي سيعمر الأرض وسيشارك في استمرار مسيرة الإنسان، هو الذي سينفع صاحبة في ذلك اليوم المشهود، وفي تلك الدار الآخرة.

‫2 تعليقات

  1. بارك الله فيك أخي عمر
    فعلاً هذا ما كنت أفكر فيه لاستمرار الفائدة وعدم انتهائها .. لأن كثير من المنتديات الآن أغلقت وذهبت مواضيعها أدراج الرياح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى