مقالات

الصدقة الإلكترونية،، في الوطن العربي

قد يكون ربط الكلمتين “صدقة” و “إلكترونية” من الغرابة بمكان ربط الفعلين نفسيهما، رغم إمكانية تطبيقه؛ (وتطبيقه بالفعل في أمريكا و أوربا وعلى نطاق جداً واسع).. وانا هنا لا اناقش البعد الشرعي للربط بين الصدقة (النية والفعل) وبين تحويلها إلكترونياً، ولكنني سأحاول مناقشة آلية الربط من ناحية التجارة الالكترونية، حيث ان كل عملية إلكترونية مرتبطة بارتباط مالي تُعتبر تجارة إلكترونية إلى حد ما.

إذاً فالصدقة تعريفاً هي ما تُعْطَى للمحتاج على وجه التقرب إلى الله سبحانه وتعالى، (وفي هذا الرابط معلومات أكثر في المعنى)، ولكنني اقتبس من ذلك الرابط الجملة التالية “….ولاسيما عندما تمارس هبة صدقةبشكل سري من قبل الغرباء.”؛ ولا ننسى طبعاً ” الزكاة “.

كما ان هناك فعل آخر مشابه يُسمى (جمع التبرعات)، وله أغراض كثيره جداً تَخْرُج عن نطاق الصدقة.

أما الفعل الأخير فهو “الهبة” بمعنى الانتفاع المطلق للشيء الموهوب.

أقف هنا عند هذه الأفعال والمعاني الدينية وُجُوباً و الخيرية منها إختياراً، التي نعرفها جميعاً، ولندخل في الصلب الالكتروني.!

إن هذه الأفعال الخيرية في مجملها وجدت طريقها إلكترونياً في العالم الغربي وبشكل سريع، حيث بالإمكان استلام هذه الأموال الخيرية عبر أي من آليات الدفع الإلكترونية وبشكل بسيط وسهل، مع ملاحظة إمكانية الاعفاء من رسوم التحصيل للشركات إذا كانت الجهة المستلمة لهذه الأموال مسجلة كجهة خيرية غير ربحية، ناهيكم عن الاعفاء الضريبي لها.

أما في الوطن العربي، فحُصرت هذه الأفعال في العمل المباشر (وجه لوجه) دون محاولة تحويلها إلكترونياً إلا في بعض الحالات البسيطة (من قبل منظمات دولية)، وحملات جمع التبرعات التي ينحصر تطبيقها إلكترونياً في الإعلان عن رقم الحساب البنكي الذي يُودع فيها مبلغ التبرُع لهذه الحملة أو تلك، وبإعتبار ان أحد المتبرعين لدية إمكانية الخدمات المصرفية عبر الإنترنت، فيقوم بعملية تحويل مبلغ التبرع مباشرة إلى حساب الحملة،، وهنا نطلق عليها صدقة إلكترونية (ولو جزئياً)، ولكنها ليست بالمعنى العام المتحقق للصدقة الالكترونية.إبدأ يومك بصدقة

هنا أضع تساؤل مهم، هل بالإمكان تطويع الصدقة بجميع معانيها لتكون إلكترونية، ولتحقيق معنى “السرية” (حتى لا تعلم الشمال ما تنفقه اليمين)، التي هي محققة بالفعل لدى الغالب من الناس، ولكن هذا المعنى يتحقق بالكامل لدى الجميع إن كانت إلكترونية، ناهيكم عن سرعة وصول هذه الاعمال الخيرية لمستحقيها، وتسهيل إخراجها لمُحْتاجِيها مع الحفاظ على كرامتهم وحقهم علينا.

اضرب مثل سريع هنا: فالكثير من المواقع بل وبُريمجات الهواتف النقالة أو الموبايلات التي تعمل على إحتساب الزكاة أصبحت ميسرة للجميع، ولكنها تقف عند الاحتساب فقط،،! فليتخيل القارئ العزيز لو ان إمكانية دفع تلك الزكاة مباشرة بعد معرفة قيمة الزكاة الواجب دفعها، اليس ذلك سهل سريع ورائع.

بالطبع تَوَفر الصدقة إلكترونياً يساعد على اتساع الرقعة الجغرافية والوصل إلى شرائح أوسع واشمل لهذا الخير، وهو بنفس الوقت يمكن حصرة في نطاق محدد كذلك، بالإضافة لخيارات التوزيع العادل ووصول الخير للجميع، وتحقق المقصد والهدف.

أعيد القول انني لا اناقش هنا الوضع الشرعي (رغم انني لا أرى مانعاً شرعياً إن رُعيت في ذلك الضوابط المتعارف عليها).
ويستطم هذا النقاش بالوضع السيء لآليات الدفع الإلكترونية وإمكانياتها الضعيفة في منطقة الشرق الأوسط، فلتطبيق هذا الخير إلكترونياً يجب تطوير ورفع الثقة بآليات الدفع الالكتروني في المنطقة أولاً، ورفع الثقة والمصداقية مع من يقدمون هذه الخدمة وشفافية توزيعها لمستحقيها فعلاً، ثانياً.

شهاب الفقيه/ متخصص في التجارة والتسويق الالكتروني

@shehabalfakih

مدونة التجارة الالكترونية العربية

‫3 تعليقات

  1. تجربة موقع الخير الشامل في المملكة، مثيرة للاهتمام.

    الموقع تابع لوزارة الشؤون الاجتماعية في المملكة ويهدف إلى عرض الفرص الخيرية وترتيبها للراغبين في الزكاة أو الصدقة بشكل لطيف. (الفكرة جميلة ولكن التنفيذ غير جيد)

    رابط الموقع :

    http://www.gg.org.sa

    مقال كتبته سابقاً مع مؤسسي المبادرة :

    http://www.ebusweb.com/global-goddess/

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى