مقالات

5 فئات رئيسية للمُنْتَجات الرقمية، وفوائدها المختلفة

المُنْتَجات الرقمية هي إحدى أكثر الطرق فعالية في تطوير ونمو الدخل إلكترونياً، وقد تشوب فكرة الخوض في عالم المُنْتَجات الرقمية بعض التردد، واقصد هنا التردد في إتخاذ قرار الخوض في تطوير وإنتاج السلع الرقمية.

ولكن هل حقا الدخول في هذا المجال بهذا التعقيد؟!

وضحت في مقال سابق بعنوان (المُنْتَجات الرقمية، جني الأرباح بدون مُنْتَجَات ملموسة) أهمية وسرعة تطور سوق المُنْتَجات الرقمية سواء عالمياً أو عربياً، كما ذكرت بعض المعوقات التي تواجه المُنْتَج الرقمي العربي (ولكنها مطبات صغيرة على طريق النمو السريع).

اليوم سنبحر في تفصيلات سريعة حول أهم فئات المُنْتَجات الرقمية التي بالإمكان تطويرها وإنتاجها بسهولة (تقريباً لدى الجميع)، مع خصوصية إمكانيات الافراد وقدراتهم المرتبطة بكل مُنْتَج، لان المُنْتَج الرقمي هو عبارة عن إنتاج فكري وتطوير خبرات مختلفة.

هناك أنواع متعددة (لا نهائية) فيما يتعلق بنوع المُنْتَج الرقمي الذي بالإمكان تطويره وبيعة، وهناك مُنْتَجات محددة تميل إلى ان تكون الأكثر شيوعاً وانتشاراً (إنتشار الانتاج)، ولكل مُنْتَج فرصته المختلفة التي يوفرها لجني الأرباح، وسأذكر هنا اليوم 5 فئات رقمية تندرج تحتها جميع المُنْتَجات الرقمية بمختلف أنواعها.

1- الكُتب الرقمية (الالكترونية):القراءة

تعريفاً هو (نشر إلكتروني فيه نصوص وصور، يُنْتَج ويُنشر ويُقرأ على الحواسب أو أي أجهزة إلكترونية أخرى)، وتعتبر الكُتب الرقمية المُنْتَج الأكثر شيوعاً وأولاهم تبادُرً للاذهان عند سماع كلمتي (مُنْتَج رقمي أو إلكتروني)، وهو كذلك أسهلهم على الاطلاق عند الإنتاج والتطوير، لاعتمادها على الفكر والعقل فقط، وتتطلب خدمة عملاء (خدمات ما بعد البيع) قليلة جداً مقارنة ببقية المُنْتَجات الأخرى، وتدخل تحت هذه الفئة جميع المُنْتَجات الفكرية الكتابية منها، مثل (الكُتيّبات، الدوريات، المجلات، المدونات، المنشورات، الاخبار،…..) وكل ما يتعلق بالكتابة.

2- الدورات التدريبية:

وهي تختلف تماماً عن التعليم الالكتروني، حيث يشار إلى هذه الدورات الالكترونية بانها تلك التي تُدرّس من خلال شبكة الانترنت دون الحاجة للحضور إلى الفصول الدراسية، ولا تكون كذلك مرتبطة بتواجد المُدرس أو المُدرب، وليست ذات علاقة بمواد دراسية أخرى، أي ان كل دورة مستقلة بذاتها عن الأخرى.الدورات التدريبية

وقد تكون هذه الدورات على شكل كُتيبات، او مقاطع فيديو (شرح وتوضيح)، وفي أي مجال يمكن تخيله (لي تجربة في مشاهدة فيديو مدته أقل من دقيقة يشرح فيه كيفية إعادة ضبط مفتاح تشغيل السيارة).

وهذه الدورات تُعتبر ثاني أكثر مُنْتَج رقمي إنتشاراً، ومن أسباب هذا الانتشار سهولة التعلم من خلالها، وبالطبع كلما كان مطور الدورة متمكن في توضيح المُنْتَج وذو جاذبية (اقصد طريقة الشرح تكون جذابه وفريدة) يكون النجاح أسرع، وبالتأكيد يتطلب هذا المُنْتَج بعض الخبرة أو المعرفة التقنية بما يتم تقديمة فيها، ولكن مرة أخرى أقول “ليس بالضرورة، فبالإمكان وضع شروحات لأي شيء في أي مجال دون تحديد ولا تقيد بحدود”.

3- المحتوى المتميز:إنتاج

هناك الكثير من المواقع والمدونات التي يمكن قراءتها والاستفادة منها مجاناً، وبالإمكان تخصيص جزء من المحتوى المتميز ضمن تلك الصفحات بمقابل إشتراك شهري للقراء، او بالإمكان جني الأرباح بطرق مختلفة ضمن مجانية المحتوى بشكله الكامل كذلك، ولكن يجب التركيز على محتوى متميز راقي يجعل من تلك الصفحات مقصد الزوار الذين يعتبرون مصدر الأرباح.

ويكون المحتوى المتميز من وفي كل شيء وبدون إستثناء، نصوص، مقالات، وكتيبات، صوتيات، فيديوهات، صور، تصاميم، ……….

4- البرمجيات:

بمختلف أنواعها ولغاتها وأهدافها، جَميِعُها تُعتبر مُنْتَجات رقمية، وكلما كان البرنامج قوي ومتكامل كلما زاد انتشاره، أما إذا استمر مطور ذلك البرنامج في تطوير ومواكبة المستجدات لذلك المُنْتَج، فجني الأرباح من خلاله لا يتوقف.

وبمعالجة مُنْتَج ما (نقصد البرنامج) لمشكلة معروفة، فبالتأكيد النجاح سيكتب له بإذن الله.البرمجيات

و نلاحظ هنا جانب سلبي (سلبية بالنسبة لعموم مطوري المُنْتَجات الرقمية)، حيث يتطلب هذا المُنْتَج المقدرة والكفاءات المحددة ضمن تطوير المُنْتَجات البرمجية بعينها، و يختلف ويتخصص كل مُنْتَج ومطور في حدوده الضيقة لمُنْتَج معين فقط، فمثلاً لا يستطيع مطور تطبيق هاتف على نظام الآبل (آيفون) ان يطور نفس التطبيق على نظام الاندرويد (جالكسي) إلا ان يكون متمكن في كلا اللغتين التي يتم تطوير التطبيقين بهما، وبالتالي ليس أيً كان بإمكانه تطوير هذا المُنْتَج الرقمي.

لا ننسى ان هذا المُنْتَج الرقمي (البرمجيات) تحتاج إلى دعم فني وخدمات عملاء مستمرة، بخلاف المُنْتَجات الرقمية الأخرى مثل الكتب الالكترونية، ولكن عائدها المادي أكبر.

5- التصاميم المختلفة:

تشمل هذه الفئة الكثير من المُنْتَجات واسعة الاطياف، مثل الرسوميات المختلفة، القوالب (الثيمات) الجاهزة، الصور والإنتاج الإعلامي، تطوير المواقع، أو أي مُنْتَج يدخل ضمن هذه الفئة من المُنْتَجات الرقمية (وهي قائمة تطول إن أحببنا حصرها)، ولكن ومرة أخرى يحتاج اصاحب هذه المُنْتَجات إلى كفاءة ومقدرة ومواهب معينة حتى يكون الابداع والإنتاج في أفضل مستوياته وتكون المُنْتَجات ذات قبول وطلب لدى العملاء، غير متناسين أيضاً الحاجة للدعم الفني وخدمة ما بعد البيع التي ترافق هذه المُنْتَجات بشكل عام.

أذكر هنا مصدرين رائعين لمن يرغب الاطلاع أكثر على كيفية الإبحار في غمار بحر المنتجات الرقمية

فوائد ومزايا المُنْتَجات الرقمية:

نذكر هنا بعض فوائد هذه المُنْتَجات (ليس لتعدادها ولكن لتقريب الفكرة)

  1. سهولة وسرعة الشراء (بالنسبة للعميل) والحصول على المُنْتَج بنقرة زر، وبساطة البحث والمقارنة بين مختلف المُنْتَجات، واتخاذ القرار مباشرة. كل ذلك يؤدي إلى دورة اقتصادية سريعة وعائد مادي أفضل ومنافسة قوية كذلك.
  2. الحفاظ على البيئة من التدمير، حيث لا يتم إستخدام الأوراق بكثره ويتم تبادل هذه المُنْتَجات إلكترونياً (طبعاً في حالة المُنْتَجات ذات الطابع المقروء)،، وقد لا يوافقني الرأي هنا بعض المدافعين عن البيئة من ناحية ان العالم التقني وآليات تشغيله تحتاج إلى مصادر طاقة كبيرة تؤثر كذلك في البيئة بشكلها العام عند إنتاج تلك الطاقة.. و المقام هنا هو في تحديد الفائدة المباشرة دون الخوض في تفاصيل دقيقة حول الحفاظ على البيئة بمختلف التوجهات والنقاشات.
  3. الوصول المباشر والحصول على المعلومات فوراً، وبالتالي إستغلال الوقت والجهد، والرفع من المستوى الإنتاجي العام، وسهولة وسرعة البحث في طيات هذه المُنْتَجات.
  4. قيمة شرائية مضافة (دائماً) تواكب المُنْتَجات الرقمية، حيث يجد المشتري عروض وتخفيضات أو إضافات مجانية عند شراء مُنْتَج رقمي معين، وبالتالي فالقيمة المادية المدفوعة تكون في الغالب مميزات المنتج الرقميمرتفعة الفائدة للمشتري إذا ما جميع إجمالي قيمة المُنْتَجات المجانية الإضافية التي حصل عليها. مع ملاحظة عدم تحقق أي خسارة للبائع من خلال تطبيق هذه الاستراتيجيات التسويقية وتقديم قيم مضافة على المُنْتَج المُباع، لان رفع حركة البيع وتكرار المبيعات ضمن إنتاجية واحدة، تحقق الربح بالتأكيد.
  5. لا يحتاج البائع هنا إلى مخازن لحفظ هذه المُنْتَجات، وبالتالي لا يتكبد تكاليف تلك المخازن، وتقل التكلفة التشغيلية عليه. وينعكس نفس الشيء على العميل المشتري، حيث لا يحتاج إلى مساحات لحفظ مشترياته المختلفة، ولنضرب مثل الكُتب التقليدية والتي تحتاج إلى مساحات وأرفف لحفظها.
  6. تقودنا الفائدة السابقة إلى فائدة أخرى مرتبطة بها، وهي سهولة التنقل وحمل هذه المُنْتَجات.
  7. تتواصل سلسلة الفائدة في إستغلال الوقت مع سهولة حمل تلك المُنْتَجات، ونأخذ هنا الكُتب كمثل مرة أخرى، فبسهولة حملها يستطيع أي شخص إستغلال الوقت وقراءتها في أي مكان واي وقت وبأي حالة كان.
  8. بإمكان البائع أو مُنْتِج المادة الرقمية، ان يضع روابط ووصلات لمنتجات أخرى ضمن المُنْتَج المُبَاع سابقاً وبالتالي الترويج والتسويق المستمر والمجاني لمُنْتَج آخر (أو مُنْتَجات متعددة).
  9. بالإمكان جعل المُنْتَجات الرقمية تفاعلية، وبالتالي تضع تجربة فريدة من نوعها لدى المستفيدين منها، وترفع من خلالها معدلات الفائدة الفكرية لدى المجتمعات.
  10. تخفيض التكاليف الإنتاجية والتشغيلية على حد سواء (بالنسبة للبائع)، من ما ينعكس على قيمة السلعة الرقمية وتجعلها سهلة المنال للعميل المشتري، و تتحقق دورة الحركة الاقتصادية العامة (حتى عند حدوث الاهتزازات الاقتصادية المختلفة).
  11. تخطي الحدود، والقول صحيح عند وصفنا بانعدام الحدود، واختفاء المعوقات الجغرافية أو السياسية أو غير ذلك، بل باستطاعتنا القول انه عالم واحد، يتصل كل فرد بالآخر مباشرة، إذا فهو سوق كبير جداً لا حدود له.
  12. ذلك السوق اللامحدود، مفتوح 24 ساعة في اليوم، 365 يوماً في السنة.
  13. المنافسة العالية في هذا السوق، ترفع من جودة السلع الرقمية، وتقدم تنافس سعري رائع، (وهنا وجب الحذر، فهناك الكثير من المحاذير وعمليات التلاعب، وايضاً الكثير من المُنْتَجات الرقمية سيئة الجودة).

الاقتصاد الرقمي:الاقتصاد الرقمي

في مقال بعنوان (اقتصاد العربة، نهاية لأزمة البطالة) بَيّنت فيه أهمية المُنْتَجات الرقمية في تقليل مستويات البطالة و إنعاش الحركة الاقتصادية بشكلها العام، وهذا يقودنا اليوم إلى حقيقة وجود اقتصاد رقمي هائل وكبير جداً.

“ويمكن اختصار تعريف الاقتصاد الرقمي على انه ممارسة الأنشطة الاقتصادية في المجال الإلكتروني باستخدام وسائط الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، من خلال ايجاد روابط فعالة ما بين أطراف النشاط الاقتصادي” (منقول).

ولان الاقتصاد الرقمي يعتمد إعتماد كلي على نتاج العقل والفكر وتطويرهما، فإنه بالمُسَلَمْ يكون النجاح حليف منهم دوماً في تطوير ومواكبة المستجدات والأساليب الجديدة.

شهاب الفقيه/ متخصص في التجارة والتسويق الالكتروني
@shehabalfakih

مدونة التجارة الالكترونية العربية

‫3 تعليقات

  1. شكرا أخي شهاب على هذه المقالة التأصيلية

    اعتقد انه من الأفضل تسمية الفئة الخامسة من فئات المنتجات الرقمية بـ (منتجات الوسائط المتعددة) لأنك عندما تحصرها في (التصاميم) فقط ، فلن يشملها مثلاً الصور الرقمية التي يمكن عرضها في مواقع الـ Stock Photos وكسب المال من خلال بيعها ، وكذلك الفيديوهات التي يمكن تصويرها ثم بيعها ، فالفيديو عندما يتم تصويره لا يتم تصميمه ، لذلك فمن الصعب إن تدخل هذه المنتجات الرقمية ضمن فئة (التصاميم) لكن لو كانت (وسائط متعددة) فهذا سيشمل الجميع

  2. أخي العزيز عمر، سَلِمت وشُكِرت على الملاحظة الرائعة والقيمة ، وبالفعل قد يكون المسمى للفئة الخامسة (التصاميم) محصور بعض الشئ، ولكن مسمى (الوسائط المتعددة) قد يشمل سلع لا تدخل ضمن تلك الفئة، ولكن ذلك المسمى (الوسائط المتعددة) اقرب إلى الفئة الخامسة من مسمى (التصاميم).
    مرة أخرى أشكرك جزيل الشكر على هذه الملاحظة القيمة، وسعدت كثيراً بها،

  3. ضههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه امزح اسف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى