مقالات

عصر إنترنت الأشياء

إنترنت الأشياء

بدأ الأمر مع أدوات مثل الفأس، وعجلة القيادة، ثم الصحافة، ومرورًا بالأدوات التكنولوجية المتقدمة مثل الكهرباء وأجهزة الكمبيوتر، كل ذلك ساهم في ازدهار حياة البشر. وكان هذا التقدم يرجع إلى حقيقةٍ بسيطة، وهي أن الإنسان بات من السهل عليه التواصل مع “الأشياء” من حوله. لكن في حين يُمكِنُ للبشرِ أن يتفاعلوا مع سياراتهم، وأجهزتهم، وأشياء أخرى، فإن هذه المنتجات ليست قادرة بعد على التواصل مع بعضها البعض.

الجيل المُقْبِل من المنتجات يجب أن تتطوَّرَ، فالعالم الغربي يبحث الآن في أن تكون لديها مشاعر – هيهات! لكن هكذا يزعمون -، والرد والتفاعل، والتعاون مع المستخدمين، ومع غيرها من المنتجات الأخرى، التي ستصبح بمثابة “مشاريع حيَّة”. لماذا السيارات أو غيرها من المنتجات لا يمكنها تحديث برمجياتها الخاصة لتعمل بكفاءةٍ أكثر؟ ولماذا لا يوجد للمنزل نظام تشغيل يُمكنه معرفة موعد اقتراب وصولك ليضبط لك الأضواء ودرجة الحرارة بالطريقة التي اعتدت عليها دائمًا؟ لماذا لا يوجد للمياه العامة نظام تشغيل يستطيع إبلاغ المشرفين بوجود أي مشكلة في الصَّرْف؟ كل ذلك وغيره يدور في إطارٍ واحد: إنترنت الأشياء.

إنترنت الأشْياء هو ثورة تكنولوجية مُنتظرة؛ لتحقيق وعود توحيد الأنظمة المختلفة، مما يسمح لربط المنتجات مع بعضها البعض. ووفقًا لما يراه المحللون، فإنه اعتبارًا من عام 2020، فإن إنترنت الأشيَاء سيكون أكبر سوق في أجهزة العالم. وفي طليعة هذا العصر، سيكون في مختلف دول العالم حوالي 200 مليار من السيارات، والتطبيقات، والآلات، والأجهزة، تتعامل جميعها عن بُعْد؛ لترصد وتنفِّذ العمليات الأشد تعقيدًا من خلال اتصالها بالإنترنت.

أن تتصل بالإنترنت فقط، ستستطيع القيام بكل شيء، فهل نحن مستعدون لذلك؟ أظن ينبغي أن نتهيَّأ لعصرٍ جديد نتحدث فيه مع الآلات، وتتحدَّث الآلات فيه مع الآلات! لن تتوقَّف الأدوات من حولنا على كونها مجرد منتجات استهلاكية، بل ستدرك وجودنا بجانبها، وستحكي معنا بالقيل والقال. ستتغيَّر حياتنا اليومية بالكامل؛ لأنه وببساطة؛ كل شيء تقني من حولنا سيتفاعل ويصبح له سلوك جديد يُلبِّي حاجات ورغبات جديدة لنا.

استعدُّوا لعالمٍ مُدْهِش، فيه المنتجات تتحدَّث فيه مع بعضهم البعض دون تدخُّل بشري. لديهم وعيًّا ذاتيًّا، قادرون فيه على الإدراك والاستجابة والتعاون مع غيرها من المُعِدَّاتِ. وبمُجَرَّد أن تحصل أجهزة الاستشعار على البياناتِ المطلوبة، ستتفاعل مع الآخرين لتقديم تجربةٍ جديدة وفريدة من نوعها.

من فوائد إنترنت الأشياء أننا سنجد زيادة في جودة الخدمات، وزيادة في الكفاءة، وفي الراحة، وفي انخفاض تكاليف التشغيل. ستكون هناك تطبيقات لا حصر لها، بدءًا من الأجهزة الطبيَّة، وحتى السيارات والمُنشآت، وكذا صيانة المنتجات، والطائرات بدون طيَّار، الخ.

إننا على وشكِ حقبة جديدة من تواصلٍ جديد مع الآلات، أسميته “عصر إنترنت الأشياء” حيث سيختلف تمامًا عن العصر الحالي الذي نعيشه. ربما – نحن البشر – يمكننا أن ننفق المزيد من الوقت لتخيُّل وتصميم وإنشاء هذا العصر، لكنني لم اذكر مساوئ إنترنت الأشياء، لسببٍ بسيط، ألا وإنه – بنفس الخيال الواسع – يمكننا توقُّع أسوأ اختراقات ستحدث على مرِّ التاريخ.


تعليق واحد

  1. مقال مشوق أخي تامر
    يبدوا بأن المستقبل القريب يخبأ لنا الكثير من المفاجآت، وما الكثير من قصص أفلام الخيال العلمي بدأت تتحول إلى حقيقة بطريقة أو بأخرى?

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى