مقالات

تعرّف على حيادية الانترنت وأين نحن منها؟

12217_large_neutral-bits

تحدث الرئيس الأمريكي باراك أوباما معبراً عن موقفه من حيادية الإنترنت وطالب لجنة الإتصالات الفيدرالية بإتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ على الانترنت حراً بعيداً عن سلطة جهة ما لتطبيق أي تقييد على موقع أو خدمة. لكن ماذا يعني حيادية الإنترنت؟ وهل علي أن أهتم بذلك؟.

تخيل أنك فتحت متصفح الانترنت و أردت الدخول إلى غوغل للبحث عن شيء ما، وفجأة توجه المتصفح إلى محرك بحث آخر يدعى فروغل ! هذا المحرك أنشأته شركة الانترنت التي تقدم الخدمة لك، و أرادت منك أن تستخدمه بدلاً من استخدام غوغل.

أو تخيل أنك فتحت يوتيوب لتشاهد فيلم وثائقي وظهر لك إعلان مدته 30 ثانية، الإعلان ليس مصدره يوتيوب بل شركة الانترنت الخاصة بك، وهناك عبارة بخط صغير في الأسفل يقول إما عليك الإنتظار لإنتهاء الإعلان أو توجه إلى موقع الفيديو فيديوب الذي تملكه شركة الانترنت الخاصة بك أيضاً.

أو تخيل أن تذهب شركة الانترنت التي تقدم لك الخدمة إلى موقع يوتيوب ويقول له: هناك عشرات الملايين من مشتركينا يدخلون إلى موقعكم يومياً، إما أن تدفعوا لنا عشرة ملايين دولار شهرياً أو سنبطئ سرعة الإتصال الخاصة بهم عندما يدخلون إلى موقعكم بالتالي ستخسرون هؤلاء الزوار وبالتالي ينخفض دخلكم من الإعلانات. حينها سيرضخ يوتيوب ويدفع المبلغ المطلوب. وبالمناسبة هذا ما حصل بالفعل عندما فرضت شركة الانترنت الأمريكية Comcast على خدمة الفيديو netflix ورخضت لمطالبها.

هذه بعض أشكال ” تحيز الانترنت ” .. حتى لا تقع في هذا المأزق .. يجب أن يطبق مفهوم حيادية الإنترنت.

وكانت قد رفعت عدة دعاوى قضائية على شركات انترنت لأنها حددت سرعة الإتصال و جعلتها أبطئ لبعض المستخدمين عندما يقومون بتحميل ملفات التورنت مثلاً وبذلك بضغط شركات الإنتاج السينمائي.

حسناً، لكن ماذا يريد أنصار حيادية الإنترنت؟ يريدون من لجنة الاتصالات الفيدرالية أن تفرض شروطها على شركات الإنترنت بحيث تقدم خدماتها بدون أي تمييز ولجميع المستخدمين بشكل حر ومفتوح وعادل. وحسب كلام أوباما أنه شبهها بالمرافق العامة كالغاز والكهرباء وليست كخدمة معلومات كما كانت سابقاً.

وبالتالي إن أصبحت الإنترنت كمنفعة عامة لجميع المشتركين، يمكن للجنة الاتصالات الفيدرالية أن تغرم الشركات التي تقوم بالتلاعب في الأولويات لقاء من يدفع أكثر. و المنطق العادل يقول لا يجوز على غوغل أن تعرض لك منتجات شركة في ترتيب أعلى من غيرها عندما تبحث في محرك بحث التسوق وذلك بعد تقاضيها مبالغ مالية لذلك.

ويقودنا هذا إلى مفهوم الأولوية المدفوعة، ولنفرض أنك تستخدم تويتر وفيس بوك، بالتالي يمكن لشركة الانترنت الخاصة بك أن تذهب إلى تويتر وتطلب منها الدفع لقاء إعطائها ” الأولوية” في حركة البيانات والزيارات إلى موقعها بدلاً من فيس بوك. بالتالي ستلاحظ أنك أثناء استخدام تويتر يكون الانترنت أسرع من استخدام فيس بوك حيث يتم تحميل الصفحات والتطبيقات بشكل أسرع، وبالنتيجة قد يؤدي هذا الأمر لتذمرك من بطئ فيس بوك بالتالي التخلي عن استخدامه والتوجه إلى تويتر.

لكن طالما الأمر يتعلق بالدفع، فإن كلا الشركتين – تويتر و فيس بوك – يمكنهم أن يدفعوا لقاء الحصول على الأولوية والسرعة الأعلى، وهنا يرى مبدأ حيادية الإنترنت حتى لا تستمر الحرب على مزودي الانترنت بمحاباة موقع على آخر، يجب حظر هذه الممارسات نهائياً ومعاقبة الشركات التي تقوم بها.

أما معارضي حيادية الإنترنت يرون أنه إذا لم تتمكن شركات الانترنت من الحصول على مبالغ إضافية لقاء هذه الأولويات، فإنها لن تتمكن من الحصول على استثمارات وتمويل كافي لزيادة طاقة بنيتها التحتية وتحسين الشبكات ونوعية الاتصال بالتالي سيتضرر كافة المشتركين.

لكن لماذا يطلب أوباما من اللجنة تنفيذ حيادية الإنترنت؟ أليس هو رئيس الولايات المتحدة الأمريكية؟. نعم مع أنه الرئيس إلا أنه لا يملك السلطة والصلاحية على لجنة الاتصالات الفيدرالية فهي لجنة مستقلة وهنا يأتي أحد أوجه الاختلافات بين أمريكا والعالم العربي حول من يمكنه التحكم و إدارة الإنترنت في البلاد، هل تكون الحكومة؟ أم شركات الانترنت؟ أم المستخدمين؟ أم جهة مستقلة تمثل مصالح الأطراف كلها؟.

وعلى ذكر العالم العربي أخبرتنا بعض المصادر أن بعض شركات الاتصالات الخليوية و شركات الانترنت تمارس تواطؤ مشترك ضد موقع وخدمة سكايب تحديداً، حيث يلاحظ المستخدمين بطئ كبير أثناء تحميل متصفح سكايب من موقعه وذلك لأن خدمة سكايب تضر بشكل كبير بمصالح تلك الشركات.

في حين أن الدول العربية – بشكل عام – ليست لديها سياسة واضحة لقاء حجب المواقع فهي عادة ما تحجب أي موقع يتعارض معها و مفاهيم مثل ” حرية الانترنت” و ” حرية التعبير ” و ” الانترنت المفتوح ” لا تزيد عن كونها شعارات رنانة فقط تستخدمها أحياناً.

عربياً لايزال المستخدم بعيداً جداً عن ما يعرف بحيادية الإنترنت، فهو بالكاد يمكنه الاحتجاج – أحياناً – على سياسة ” الاستخدام العادل ” التي تطبقها بعض الشركات عندما يصل حجم تبادل بيانات المستخدم إلى حد كبير، لكنه لا يمكنه أن يصل إلى حل لحجب المواقع أو تقييد استخدامه ولازالت كثير من الدول العربية تنظر بها الشركات إلى المستخدمين وكأنها تمنّ عليهم بتوفير الخدمة لهم على الرغم من سوء التغطية والسرعة والإنتشار و ارتفاع سعرها. ولازالت الدول العربية تدير الإنترنت عبر هيئات حكومية تخضع للأوامر الأمنية وكأن الإنترنت مؤسسة قطاع عام بيدهم ملكيتها و إدارتها وتحديد كيفية استخدامها والاستفادة منها.

وحتى نصل إلى ” حيادية الانترنت ” .. استمتعوا بالبروكسيات و حلول VPN المجانية أو المدفوعة.

مراجع: ويكيبيديا – gawker – oatmeal

‫7 تعليقات

  1. فعلاً كلامك صحيح 100 %

    من المقرف أن تخضعنا شركات الاتصالات التعيسة لسياسة الاستخدام العادل

    ومن الطريف في نهاية مقالك نصحتنا أن نستخدم البروكسيات ولكن حتى البروكسيات ﻻ تخضع لحيادة الانترنت :(

    يعني يجب تطبيق حيادة الانترنت على مواقع البروكسي ونستخدمها لنجبر شركات الاتصالات على تطبيق حيادة الانترنت

  2. بالنسبة لعالمنا العربي
    انا مع التقييد على الكثير في الإنترنت لأنه معاكس لهويتنا و مبادئنا

    لا تنسوا اننا اناس شرقيين متحفظين ولسنا كالغربيين باردين منفلتين يتشدقون بمبدئ الحرية

    فالحرية مثلما تقولون ضرر لا غير
    فهي انفلات تام من الرقابة من معاييرنا .حرية في التهجم على الغير حرية في الكذب والتضليل حرية في اللهو بالمحرمات
    نعم نعم يوجد من يستخدم الحرية بحسن ولكن للأسف القاع ممتلئ بالسيئين
    فلنفرض ان من يستخدم الحرية بحسن 80 % والباقي سيئين

    لما أساسا نسمح بتواجد المسيئين ؟؟
    فليكن محتوانا مخصوص محافظ
    هل تعلمون يوجد شركات كثيرة عربية في ميدان التقنية بدائل رائعة للعديد من الشركات الغربية
    ولكن للأسف ستموت هذه البدائل قبل تعرف لتأثير الشركات الغربية علينا
    اذا قلت لأحدهم يوجد بديل للفيسبوك عربي !!ستراه قد اوقع فاهه واستاء من كلمة عربي !
    وأيضا ألا يسؤكم الحال ؟كون مستخدمي شعوبنا العربية والاسلامية متواجدون في البدائل الغربية
    افكارهم عاداتهم صورهم مقولاتهم …الخ كل هذه الأفكار نقدمها لهم مجانا
    هناك بعض الأغبياء المائعين محبي الانفتاح سيقولون لا تعقد الموضوع بل سأعقده الحكومات الغربية تستطيع ان تتجسس على الفيسبوك والتويتر ..حتى دون علم المواقع حتى والمزعج انها تنكر وتطمئن
    الفيسبوك هذا يعتبر من اعظم هدايا العصر للحكومات الحكومات الغربية خاصة وبعد هذا

    الغربيين لايهتمون بمعايرنا لأن معاييرهم مختلفة فإذا كنت تاجر مخدرات .اطفال عبر الانترنت فإنهم يراقبوك حتى قوقل قبضت على مروج صور اطفال من بريده الإلكتروني
    وبعد هذا تجدهم يسيئوننا عند معاقبة مدون كتب بيد عسراء ملوثة بينما بعثرة الكلمات قوقل يطلع على بريد أحد منتسبيه ويعاقب ..بالتأكيد انا لست راض على مروج الصور

  3. بعض الأغبياء المائعين محبي الانفتاح سيقولون لا تعقد الموضوع

    نعم انت من كنت اقصدهم

    مالذي سيضر اذا اغلقنا المضر واخذنا النافع ووضعناه مع محتوانا فزداد نفعنا ؟

    وزاد محتوانا وجلب اناسا رأوا محتوى مثير للإهتمام يفتخرون به

    محتوى عربي راقب محتوى غيره اخذ النافع ودمجه مع محتواه وترك الضار هذه هي القصة
    لم أقل ان لا ننفتح على الغير بل فالنأخذ المفيد فقط

    اذا كنت تقصد منع الضار يعتبر رجعية منع البدائل الغربية من مراقبتنا بأخذ بدائل عربية منع الاباحية والمحرمات منع الأفكار الهدامة والمعادية كل هذه رجعية !!

    فرحم الله عقلك و اذهب وتعلم الصحيح من الخطأ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى