مقالات

هل تحتاج الحكومات لحجب تويتر ؟

هل تحتاج الحكومات لحجب تويتر ؟

منذ أن ظهرت الشبكات الاجتماعية و تحول الكثير من المستخدمين إلى الكتابة بأسمائهم الصريحة ونشر صورهم وأماكن تواجدهم كانت هذه الخطوة من أفضل الخطوات التي قد تكون من صالح الحكومات خصوصا في منطقتنا، فانتشر تويتر بين الناس خصوصا في بلدي السعودية جعل من هذه المنصة وسيلة لمعرفة ردة فعل الجمهور حول كل ما يحدث في هذا البلد.

ولذلك قرار حجب أو مراقبة تويتر و أي وسيلة تواصل أخرى؛ سيجعل من هذه الوسيلة لا قيمة لها للحكومة قبل المستخدمين، والأسباب أن عملية المراقبة والحجب تلغي معرفة نبض الشارع وسيتخوف الناس من استخدام هذه الوسائل وستفقد الحكومة أفضل وسيلة لمعرفة ما يدور في ذهن المواطن.

هذه الحالة التي ذكرتها تذكرني بما حدث لموقع الساحة العربية، فهذا الموقع العريق والذي أقفل في منتصف العام الماضي كان من أشهر المواقع التي يمكن من خلالها معرفة ردة فعل الشعب على القرارات الحكومية وماذا يحدث في الشارع السعودي، واستمر الموقع لسنوات طويلة وهو المنبر الأكبر للمثقفين وكتاب الصحافة وحتى دعاة الإرهاب والذين كانت لهم صولات وجولات في الموقع، صحيح أن معظم كتّاب الموقع يظهرون تحت أسماء وهمية إلا ان البعض كان معروفا لدى الجميع مثل الكاتب الخفاش الأسود (حسن مفتي)، ولكن للأسف تم حجب هذا المنبر في السعودية وحدث أن ظهرت الكثير من المنتديات التي نسخت أسلوب الساحات ولكن بشهرة أقل بكثير من شهرة الساحة العربية وفقدت الحكومة معرفة الشارع العربي و الأسواء من ذلك وقعت في مشكلة أن المستخدمين لا يريدون أن يفقدوا حريتهم في استخدام الموقع، ولذلك ظهرت بدائل كثيرة

حال تويتر و تطبيقات المحادثة و بقية الشبكات الإجتماعية مشابه بكل تأكيد للجيل السابق من المواقع و بالأخص الساحة العربية، ولكن هذه المرة نجد المشايخ والكتاب والمثقفين ورجال السياسة وحتى شخصيات كبيرة من الأسرة الحاكمة تشارك في تويتر ناهيك عن الناس البسطاء وجيل الشباب الجديد والذي لا يخاف من قول ما يريد باسمه الحقيقي، والتفكير في حجب تويتر وأي وسيلة أخرى ما هي إلا عملية قطع لحبل التواصل بين الراعي و الرعية وبين الشباب والمثقفين، وبيننا وبين العالم الخارجي أيضًا.

ولكن قرار حجب تويتر و وسائل الاتصال الأخرى لا يصدر إلا من شخص لا يعلم أبدا مقدار أهمية البيانات التي بين يديه وكل همه بكل أسف هو أن يجعل من هذه الوسائل أداة تحت تصرفه ومراقبته، وهذا ما لا يمكن تطبيقه في العالم الجديد من الانترنت وانتشار الكثير من وسائل الاتصال والتطبيقات والشبكات الاجتماعية، وجعل هذه الوسائل تحت أعين من لا يحبها بكل تأكيد لن يلغي دخول الناس لها بل سيبحثون عن وسائل أخرى يكتبون فيها آرائهم في كل شيء وبذلك لا يبقى لمن يريد حجب هذه الخدمات إلا حجب الانترنت بالكامل وهذا لن يحدث أبدا في دولة مثل السعودية.

اظهر المزيد

‫2 تعليقات

  1. هم خاسرون خاسرون، عدم مواكبة الوسائل الحديثة والتعامل معها كما القديمة يقدم الموعد فحسب
    فهذا العصر يعد بأكثر منهم
    (إذا كنت تسأل من “هم”، فأنا أتحدث عن طباخين محل الشاورما جمب بيتنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى