مقالات

استثمار الشركات السعودية في التجارة الالكترونية

استثمار الشركات السعودية في التجارة الالكترونية

في ظل الطفرة الكبيرة التي نشاهدها في عالم التجارة الالكترونية مؤخراً في المنطقة وخصوصا في المملكة العربية السعودية بالإضافة إلى صفقات واستثمارات بعشرات الملايين. ومع دخول شركات عالمية سوق الانترنت في العالم العربي يجعلنا نتساءل،،

ما هو دور الشركات والمستثمرين في المملكة العربية السعودية في هذه الطفرة التقنية؟

نعم هناك عدد من الحاضنات والصناديق الاستثمارية مثل بادر، واعد، ريادة، صندوق المئوية…. الخ.

ونعم هناك عدد من المشاريع التي تعد على اصابع اليد والتي تعمل بشكل احترافي وشراكة استثمارية بينما تظل البقية تحت اسس ركيكة قد يتم اغلاقها في اي لحظة.

لنأخذ مثال حي ونقارنه مع المشاريع الالكترونية المحلية، لن اتحدث هنا عن أمازون أو ايباي ولنقل انه لا يمكن الوصول لمثل مستواهما، ولنأخذ مثال قريب جداً وعمره قصير جداً وهو موقع نمشي الذي تأسس في اواخر ٢٠١١ نجد انه حصل عدد من الاستثمارات تجاوزت ١٢٠ مليون ريال خلال عام واحد فقط من شركات عالمية مثل بنك جي بي مورغان و PPR. نجد ان موقع نمشي دخل السوق الخليجي والسعودي بكل قوة وتمكن من تكوين هويته بشكل سريع نظرا للقوة الشرائية في المنطقة حسب الاحصائيات التي تذكر ان قطاع التجزئة في السعودية هو الأكبر بين دول مجلس التعاون ويتوقع ان تبلغ قيمته ٢٥٠ مليار ريال عام ٢٠١٢ حسب تقرير نشره موقع ومضة. موقع كملنا مثال على المشاريع المحلية والذي تم الاستحواذ عليه من قبل شركة تركية بمبلغ تذكر الاشاعات انه تجاوز ١٣ مليون دولار.

وعلى الرغم من هذه الأرقام المغرية لاتزال الشركات السعودية تغض البصر عن هذا الاستثمار في هذا المجال، قد نرى بعض الاستثمارات الخجولة من بعض الشركات والي قد تكون من ضمن نطاق مسؤوليتها الاجتماعية أكثر من أن تكون استثمار جدي تبحث من خلاله عن خطة ربحية إضافية. الشركة الوطنية للأنترنت N2V قد تكون هي الشركة السعودية الوحيدة التي نعتبرها شركة تستثمر بشكل قوي في المجال التقني والتجارة الالكترونية.

شاهدت الكثير من المشاريع التقنية السعودية وخصوصا في التجارة الالكترونية في السنوات الماضية والعديد منها أغلق بسبب قصور في الدعم المادي حيث أن مثل هذه الاعمال تتطلب بناء مؤسسي منظم وتفرغ تام ،بالإضافة الى أنه لا يمكن أن يجازف شخص بترك عمله والتفرغ لمشروع لم يتلقى الدعم الكافي. ولكن ماذا لو تم دعمه ب١٣ مليون دولار مثل موقع نمشي، اجزم انه سيقدم استقالته في صباح اول يوم عمل له ويبدأ في العمل على مشروعه مباشرة. باعتقادي أن الاخ جهاد العمار لديه عشرات الأفكار لتطوير مشروعه قيم لو تم دعمه بمبالغ مقارنة بموقع نمشي سيصل به لمستويات أعلى بكثير, ومتأكد تماماً أن مازن الضراب لدية العديد من الافكار التجارية في بحر التجارة الإلكترونية لو تم دعمها من شركات قوية بملايين الدولارات مثل PPR.

المشاريع التقنية والتجارة الالكترونية تتطلب رأس مال جريء والذي يجهله كثير من المستثمرين حيث يطلبون خطة عمل ودراسات وأمور قد لا تنطبق على المشاريع التقنية.

يوجد عدد لابأس به من الصناديق الاستثمارية في البنوك المحلية لكن لم أجد أي من هذه الصناديق لديها توجهات استثمارية في المشاريع التقنية. ولم ارى محاولات استثمارية تقنية من شركات كبرى مثل سابك، أرامكو، الاتصالات السعودية ……. الخ.

مما يطرح تساؤلاً هل الخلل من الشركات حيث لم تحرص جدياً على تحقيق آلية ربحية من هذه المشاريع بقدر حرصها على دعم المشاريع الريادية بميزانية محدودة تماشياً مع التوجهات الحكومية التي تحفز الرياديون ودعمهم؟. أم هو جهل من رواد الأعمال للمتطلبات الاستثمارية في مشاريعهم؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى