التقارير

ملخص مؤتمر "موبايل موندي" ومستقبل بنية التطبيقات في المنطقة

526075_191119441022005_1021095513_n

تكثر التقارير الصادرة كما تكثر في ذلك الملتقيات التي تشير إلى مدى أهمية توجه مستخدمي التقنية في العالم لاستخدام تقنية الجوال وتطبيقاته، وكان أخرها مؤتمر “موبايل موندي”  الذي أقيم في الرياض وتمحور موضوعه على بنية التطبيقات ومستقبلها في المنطقة العربية.

ويمكن القول أن التوجه الحديث لهوس استخدام أجهزة الجوال الذكية يبرز في مدى انتشارها وزيادة نسبة أستخدامها كونها أصبحت تغطي على العديد من المجالات وفي شتى الإستخدامات ولم يعد بالتالي دورها الرئيسي مقتصر على إستعمالها لإجراء المكالمات بالشكل الأساسي.

هذا الدور تعزز بفضل التطبيقات التي تتح لنا كمستخدمين إمكانيات لا حصر لها كتصفح البريد الإلكتروني مثلا ومواقع الإنترنت بما فيها مواقع التواصل الاجتماعي، وتطبيقات الدردشة والصور والتسلية وغيرها الكثير من خلال جهاز جوال فقط. وبالتالي فإن نظرة المستخدم اليوم لأهمية هذه التطبيقات تمثلت في أنها تسد حاجة وتقدم خدمة.

في المقابل؛ بدأ مطورو التطبيقات بتلبية  الإقبال العالمي والشديد لتوجهات المستخدمين بعد هذا من خلال طرح عدد كبير من التطبيقات التي تخدم جميع الاحتياجات وتسدها وبمختلف بنيات ولمختلف منصات هذه الأجهزة لتكون بذلك نظرة المطور لها إعتبارها مصدراً مادياً هاما، ما دفع الكثير منهم إلى التسارع لدخول العصر الجديد الذي تلعب فيه الهواتف الذكية دورا كبيرا في تغيير نمط حياتنا.

التغييرات الجديدة والتي أحدثتها الهواتف الذكية بشكل عام وتطبيقاتها بشكل خاص، وما مستقبل هذه التطبيقات خصوصا حين يتعلق الأمر بمنطقتنا العربية سواء لنا كمستخدمين أو مطورين هو ما تمت مناقشته طبعا في المؤتمر والذي خلص في نهاية المطاف إلى العديد من النقاط يمكن إجمالها كالتالي:

التطبيقات عبارة عن مشروع إستثماري

إن الوقت اللازم للحصول على مليون مستخدم في تطبيق Draw Something مثلا يحتاج إلى حوالي 9 أيام فقط

كما أن القيام بأكثر من 140 مليون عملية تحميل للعبة Angry Birds يجعلنا نجزم بأنه كلما كانت فكرة التطبيق ذات تأثير أكبر في أوساط المستخدمين كلما كان هذا المشروع الإستثماري بالصورة الناجحة.

التطبيقات مع الوقت لا تظهر أية علامة تباطؤ

تزداد تطبيقات الهواتف الذكية مع مرور الوقت؛ وهذه أمر مسلم به خصوصا مع التنوع الحاصل في منصات هذه الهواتف والأجهزة وفي ظل وجود المنافسة أيضا وإحتدامها.

ويمكن الأخذ بأن التطبيقات حاليا تتطور وتصبح أكبر تعقيدا عن ذي قبل مزامنة مع تطور الوقت الذي نعيشه.

أدوات التطوير

أدوات التطوير كما التطبيقات نفسها تطورت وتنوعت عن السابق؛ فالأمر هنا لم يعد مقتصر على المطورين الذين كانوا ولازالوا يركزون على لغات البرمجة الأساسية وأدوات التطوير الخاصة لكل منصة ونظام. وإنما تعداه ليشمل تطوير التطبيقات من قبل شريحة أخرى هم مطوري الويب الذين يستعملون لغات البرمجة الخاصة كـHTML وCSS وغيرها. والذين بلغ عددهم حاليا بحدود 3 مليون مطور ما قد يعني عشرة أضعاف المطورون الأصليون.

التطبيقات وإستخداماتها في المنطقة العربية-الإمارات كمثال

أرقام مهمة عن المنطقة العربية لا زالت تبرز الضعف والتراجع الحاصل في  إستخدام التطبيقات وإنتاجيتها حيث:

كان متوسط وجود التطبيقات بالنسبة لكل جهاز من مختلف الأجهزة الذكية هو 32 تطبيق، كانت غالبيتها العظمى في أجهزة الأيفون ما يعني أنها لازالت تحظى بالشعبية الكبيرة خصوصا مع دخول العديد من المصنعين للمنطقة

أما متوسط الإنفاق على مجموع التطبيقات فكان بحدود 25 دولار ما قد يبرر بالعديد من الأسباب أهمها عدم توفر وسائل الدفع عبر الشبكة لكثير من الناس إلى جانب غياب الوعي وثقافة الإستهلاك خصوصا حين يتعلق الأمر بموضوع التطبيقات المدفوعة. وهذا ما تبرزه الأرقام حين نرى أن نسبة 70 بالمئة كانت في شراء تطبيقات لأقل من 1 دولار ولأعلى 100 تطبيق، وأن النسبة الكبيرة منها مدفوعة للألعاب فقط وبحدود 38 بالمئة. بينما تتوزع باقي النسب على التصنيفات الأخرى لهذه التطبيقات.

إنتاجية التطبيقات المجانية في دولة تحظى بإعتماد رسمي من قبل العديد من الشركات المشغلة والمصنعة، وبإعتماد أسواق هذه الشركات الرسمية فيها أيضا لا ترقى إلى مستوى التطلعات حين نرى أن التطبيقات المحلية مثلت نسبة 12 بالمئة فقط وأما الباقي فكلها تطبيقات دولية من مجموع التطبيقات المجانية وإن تعلق الأمر بمجانيتها فهذه لا يلغي حتما وجود الضعف والنقص الحاد في الإستغلال التام للموارد.

الهواتف الذكية ذات إستعمال أساسي

تخلت الهواتف الذكية عن الوظيفة الواحدة وأصبح لها العديد والكثير من الإستخدامات وفي شتى أمور الحياة اليومية.

كما أن وجود أجهزة أخرى كالحاسب والتلفاز وغيرها من حولنا لم ينقص من دور الهاتف الذكي اليوم، بل ربما نشاهد على أن الهواتف الذكية في طريقها لتكون بديلا وشاهدا على إندثار بعض هذه الأجهزة.

التطبيقات وإستعمالات الهاتف المختلفة

مما لا شك فيه الآن أن التطبيقات هي التي سمحت للهاتف بإكتساب صفة الذكاء، فصفة الهاتف الذكي مقرونة بإمكانية تخلي الهاتف أو الجوال عن تأدية الوظيفة الأساسية ونقصد بها هنا المكالمات، ليشمل القيام بالمزيد من الوظائف وصلت حاليا لإمكانية التصفح والمشاهدة الفيديو والكثير.

وحين نعلم أن أعلى النسب لمختلف الأنشطة الأساسية التي تتم عبر الشبكة تكون إنطلاق من الهاتف الذكي ندرك حينها التنوع الحاصل في الدور الذي أصبحت تلعبه هذه الأجهزة

من جهة أخرى فإن تنوع إستخدمات الهاتف الذكي تعود بالأساس تبعا لتنوع التطبيقات وإستعمالاتها من جانب المستخدم وذلك حسب رغبته.

تظهر الأرقام أن مانسبته 73 بالمئة يحبذون البرامج والتطبيقات التي تسهل أمور الحياة، كما أن 53 بالمئة منهم يفضلون الألعاب.

التطبيقات ليست حكرا على الهواتف الذكية

أصبحت الهواتف الذكية اليوم أكثر الأجهزة شيوعا وأكثرها إستخدما، ويعود الفضل في ذلك كما قلنا إلى وجود التطبيقات أو بالأصل وجود بنية ونظام معين يسمح بتثبيت هذه التطبيقات على هذه الأجهزة ما يعني إستطاعتها القيام بالعديد من الخدمات وحسب رغبة المستخدمين في ذلك.

إنتشار الهواتف الذكية و التوفر والتنوع الحاصل في تطبيقاتها لم يلغي أبدا أهمية باقي الأجهزة، كما لا يعني بالضرورة أن هذه التطبيقات مخصصة للهواتف الذكية نفسها فقط. فبنية التطبيقات اليوم توسعت بالشكل الأكبر لتشمل المتصفحات ومنصات الألعاب وأجهزة التلفاز وغيرها.

مستقبل بنية التطبيقات

تركيز الشركات المصنعة للهواتف الذكية اليوم مقتصر حول موضوع منتج الهاتف الذكي بعينه، والتنافس بينها يكون وفقا لعدد التطبيقات وتوفرها ومدى قابليتها في الجهاز وليس لسعر الخدمات كما كان في السابق، كون التطبيقات اليوم أصبحت هي العامل المحدد والرئيسي الذي يحدث التطابق بين  توجهات المستخدمين من جهة وإستعمالات الهاتف الذكي من جهة أخرى.

وفي ضوء هذه الأهمية البالغة اليوم للتطبيقات خصوصها من الناحية التسويقية، فإن هذا حتما سيقود المصنعين على التركيز على هذا الموضوع بحكم أن بنية التطبيقات ستكون النقطة الفارقة في تجربتنا لمفهوم التجوال، كما ستكون بذلك إستثمار المستقبل في العديد من الصناعات.

جميع هذه المعلومات تم الحصول عليها من العرض المقدم من سبستيان مارتيو

‫5 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى