مقالات

الببغاوات المقلّدة الناجحة – عن الإيكونومست

في عالم الأعمال، إتقان الشركة للتقليد لا يقلّ أهميةً عن إتقانها للابتكار.

التقليد في الأعمال

التقليد أمرٌ مكروه، أمّا الابتكار فمُمجّد. يتجلّى هذا واضحاً في كلام رجال السياسة وفي عدد لا يحصى من الاحتفالات التي تُمجِّد الابتكار ودوره في تنمية الاقتصاد. الشركاتُ مطالبةٌ بأن تبتكر أو تنتظر الفناء. حتى في الأفلام يُصوّر المقلّدون على أنهم أشرار. من منكم شاهد فيلم “تقليد” (Duplicity) المثير من عام 2009 من بطولة جوليا روبرتس؟ يشرح في هذا الفيلم مدير شركة “بوركت آند راندل” أهمية الابتكار عندما يبيّن سبب عدائه لشركة منافسة تحاول تقليد عقار دوائي ابتكرته شركته من المفترض أنه يداوي الصّلع قائلاً: “الشركة التي تدخل أولاً لديها فرصة تصنيع منتجها وتكرار إنتاجه مراتٍ عديدة، ولها أن تختار الأسواق التي تشاء”. لينتهي الفيلم بانتصار البطل المبتكِر على العدو المقّلد.

هذا في النظريات والأفلام، أما في العالم الحقيقي فالشركات تقلّد وتنجح. الآيبود لم يكن أول مشغّلٍ للموسيقى الرقمية، وكذلك لم يكن الآيفون أول هاتف ذكي، ولا كان الآيباد أول جهاز لوحي. ما قامت به آبل هو تقليد منتجات الآخرين ثم تقديمها بطريقة أكثر جاذبية. في صناعة الأدوية هناك مقلّدون ومبتكِرون، حتى أنّ بعض الشركات المشهورة بابتكاراتها كشركة فايزر Pfizer بدأت تنضم لرحاب المقلِّدين مع مشاريعها الجديدة لصنع أدوية نوعية لا تحمل أسماء تجارية. وفي عالم الأزياء، تمكنّت شركات الموضة السريعة من بناء إمبراطوريات من خلال تقليد ابتكارات عروض الأزياء العالمية. دعونا لا ننسى أيضاً صناعةً تُقدّر بمليارات الدولارات تقوم فيها متاجر التجزئة الكبرى، السوبرماركت، بإنتاج منتجات خاصة بها تشابه منتجاتٍ ذات علامةٍ تجاريةٍٍ معروفةٍ، بل إنها كثيراً من الأحيان تشابهها حتى بالتغليف الخارجي.

أي أنّ التقليد بشكله المشروع أصبح رائجاً جداً في السنوات الأخيرة، يتوصل إلى هذه الخلاصة الكاتب أوديد شنكر البروفسور في الإدارة في جامعة أوهايو الحكومية في كتابه المثير “المقلّدون: كيف تستخدم الشركات الذكية التقليد للتقدم استراتيجياً للأمام” (“Copycats: How Smart Companies Use Imitation to Gain a Strategic Edge”. بين شركات ألعاب الإنترنت الاجتماعية ينتشر النسخ والاتهامات به بشكل واسع، ويُحكى أنّ أحد المدراء قال يوماً لموظف لديه:”لا أريدك أن تبتكر، فقط قلّد ما يفعلونه واستمر في ذلك حتى تحصل على ما يحصلون عليه من أرباح”. بهذا الأسلوب، حقق الأخوة  ألكساندر، وأوليفر، ومارك ساموير من ألمانيا ثروة هائلة من خلال تقليد ابتكارات شركات الانترنت الأمريكية ثم تقديمها في أسواق أخرى، مثيرين بذلك غضب أقطاب هذه الصناعة التي لطالما افتخرت بابتكاراتها. كان آخر ما قدمه الأخوة هو موقع بينزباير Pinspire ، وهو شبكة اجتماعية تماثل في التصميم والألوان والخصائص موقع بينترست Pinterest الشهير آخر الصرعات في عالم الشبكات الاجتماعية.

يبدو أن التاريخ أيضاً يقف إلى جانب المقلّدين ويعلّمنا أنهم في كثير من الأحيان هم من يفوزون في النهاية. من يتذكر الآن تشكس Chux أول من أنتج فوطاً للأطفال تستعمل لمرة واحدة، والتي قامت بامبرز بخطف بريقها؟ أو شركة وايت كاستل التي ابتكرت وجبات الهمبرغر السريعة، والتي أخذ فكرتها روي كرك، مؤسس ماكدونالد؟ هذه أمثلةٌ عرضها تيد ليفت، وهو من أوائل علماء الإدارة الذين اعترفوا بأهمية التقليد، وكان قد كتب في الستينيات أن النسخ ليس فقط أكثر انتشاراً وشيوعاً من الابتكار، لكنه أيضاً طريقٌ موثوقٌ للنمو وتحقيق الربح. فالدراسات تٌظهر أنه في أسوأ الحالات يحقّق المنتَج الجديد للشركة المقلِّدة مثل ما يحققه للشركة المبتكرة وفي بعض الحالات أفضل مما يحققه للشركة المبتكِرة، وهذا سببه أنّ المقلّدين لا يتحملون عبء تكاليف البحوث والتطوير، ولا يواجهون خطر الفشل، فهم يتعاملون مع سوق مجرَّبة تمّ اختبار المنتج عليها من قبل الشركة المبتكِرة. تُعَزّزُ هذا النتيجة دراسةٌ لبيتر جولدر وجيرارد تيلس بعنوان “Pioneer Advantage: Marketin Logic or Marketing Legend” خلُصت إلى أنّه مع مرور الوقت يحصل أصحاب الابتكار على 7% فقط من السوق التي يخلقها ابتكارهم.

وعلى الرغم من أهمية التقليد وانتشاره إلا أننا نادراً ما نرى الشركات تعترف بأنها “مقلّدة”، ولهذا أسباب عدة. منها أولاً، أن المدير ينظر إلى وصفه “بالمقلّد” انتقاصاً لذاته، وثانياً، قد يشكّل الاعتراف بالتقليد خطراً على الشركة من الناحية القانونية. آبل مثلاً تقاضي سامسونج بتهمة تقليد منتجاتها “بشكل متعمُّد” في أجهزة الهاتف الذكي والأجهزة اللوحية جالاكسي، كما أن سامسونج رفعت دعوى مضادة على آبل. (يقول البروفسور شنكر أن سامسونج تنتظر بشوق استلام النسخة الكورية من القصة المصورة “القطة المُقلّدة Copycat”  لتوزعها على مدرائها التنفيذين). ومن فترة ليست بالبعيدة أيضاً، اكتشف عضو في لجنة المحلفين أن جوجل انتهكت في بعض النواحي حقوق ملكية شركة أوراكل في مجال تقنية الجافا.

لكن حتى بوجود هذه المخاطر، لا يزال هناك مجال لا بأس به للتقليد بأمان، كما فعل جان بول جيلارد الرئيس التنفيذي السابق المسؤول عن ماركة نسبرسو، وهو نظام تحضير القهوة الذي ابتكرته شركة نستله السويسرية العملاقة وحقق لها المليارات من الأرباح. فقد قرر جيلارد العودة إلى العمل بمشروع جديد يقوم على صنع كبسولات لماكينات النسبرسو، لينافس بذلك بذور النسبرسو التي تنتجها شركته القديمة نستله، ومضى جان بول في مشروعه دون أن تستطيع نستله عمل شيء لإيقافه. فالنسخ يكون أكثر أماناً عندما لا يقوم المقلِّد باستهداف زبائن المبتكِر. مثلاً، عندما بدأت شركة الطيران ريان آير Ryan Air عملياتها مقلّدةّ نموذج عمل شركة ساوث ويست الأمريكية للطيران المنخفض التكلفة، لم تبدِ الأخيرة أي اعتراض على هذا.

لم يُنتج هنا

قلة هم أصحاب الشركات الذين يتجرؤون على الحديث عن التقييدات المرتبطة بالابتكار، ومن هؤلاء القلة كيفن رولينز الرئيس التنفيذي السابق لشركة ديل لصناعة الحواسيب الذي يتساءل: “إذا كان الابتكار سلاحاً تنافسياً قوياً لماذا إذاً لا يُترجم إلى ربحية”. أمّا معظم أصحاب الأعمال فيظلّون مهووسين بابتكاراتهم، التقليد لديهم محرّم، والموظف الذي يأخذ أفكاراً من شركات أخرى لن يمدحه أحد ولن يحصل على ترقية.

لهذا السبب نرى الشركات لا تُعير انتباهاً كافياً لإتقان فن التقليد، وقد سلّط تيد ليفت الضوء على هذا من خلال دراسة مجموعة من الشركات تعتمد في مبيعاتها على إطلاق منتجات جديدة بشكل دوري. وجد ليفت أن أيّاً من هذه الشركات لا يوجد لديها سياسة رسمية أو غير رسمية تتحدث عن كيفية التعامل مع ابتكارات الشركات الأخرى. ولهذا تجدهم بطيئين جداً في تقليدهم لابتكارات الآخرين الناجحة وتضيع عليهم أرباح لربما كانت في متناول اليد. لم يتغير الكثير منذ أيام ليفت، فعلى الرغم من انتشار النسخ بشكل واسع إلا أن قلة فقط من الشركات تنفّذه بكفاءة. يرى السيد شنكر أن الشركات الأمريكية على وجه الخصوص مهووسة بالابتكار، أما الشركات الأسيوية فقد أبدعت في التقليد بطريقة قانونية، مثل شركة باناسونك التي كان لشركتها الأم ماتسوشيتا اسم مستعار هو maneshita denki، أي “إلكترونيات تم تقليدها”.

لا شك أن المبالغة في التقليد مؤذية للمجتمع بأسره. عبّر جوزيف شومبيتر عن قلقه من أنّ المبتكرين إذا لم يستطيعوا تحقيق ربحٍ كافٍ من ابتكاراتهم فإنهم سيبدؤون بتخفيض إنفاقهم على تطوير منتجات جديدة، لأنّ المقلدين يسرقون جزءاً كبيرا ًمن الأرباح منهم (وهذا ما يبرر بالتالي إعطاء المبتكرين احتكاراً مؤقتاً لابتكارهم في شكل براءة اختراع). لكن الشركات لا تبالي بكل بهذا، فالتقليد موجود، ومستمر، وهو يحسّن قطاع الأعمال في النهاية.

نُشرت النسخة الإنجليزية من هذا المقال في عدد 12-18 مايو 2012 في مجلة الإيكونومست البريطانية، وهي مقالة في قسم شومبيتر Schumpeter الأسبوعي الثابت في المجلة والذي بدأته الإيكونومست في عام 2009 تخليداً لذكرى جوزيف شومبيتر عالم الاقتصاد الشهير.

والآن ما رأيكم؟ هل التقليد مهم كأهمية الابتكار؟ أليس التقليد استراتيجية ناجحة تعتمدها كبرى الشركات في العالم؟ كيف يجب على الشركات التعامل مع  ابتكارات المنافسين؟ المصدر: مشابك

مصدر الصورة والمقال باللغة الإنجليزية

.
اظهر المزيد

‫14 تعليقات

  1. عبارة دائماً ما أرددها ‘‘لا يهمني التقليد بقدر ما يهمني روعته وجودته’’

  2. يا أخوان أتمنى أن ما تنسيكم التقنية مأساة شعب سورية المجاهد
    أرجوا أن تدعموهم بالمال و السلاح و الغذاء و الدواء و الملابس وغيره
    أخوانكم في بلاد الشام يقتلون وتغتصب نسائهم و يذبح أبنائهم وبناتهم

    (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)

  3. التقليد راسخ في حياتنا اليومية, من ناحية ننظر إليه على أساس أن المنتج المقلد يكون بجودة منخفضة ومن ناحية أخرى فان كان المنتج مقلدا باقتان وبجودة عالية فلا فرق لدى المستهلك بينه وبين الأصلي منه.
    لاكن … لنضع انفسنا مكان المبتكر!

  4. اظن ان هنالك فرق بين انواع التقليد… فتقليد اي منتج ما تقليدا اعمى وبين تقليد فكرة المنتج ولربما تطويرها والوصول لمنتج افضل… كما فعلت ابل…او جوجل التي دخلت عالم الشبكات الاجتماعيه متاخره محاولة حصد النجاح بالابداع في التقليد…
    ان من ينطلق من المكان الذي وصل اليه الاخرون سيوفر على نفسه جهدا ولربما يغير العالم بشكل اسرع..

  5. موضوع جميل في الحقيقة وإن كان يخالف كل ما تعلمناه في الصغر من أن الإبتكار هو الأساس والتقليد أمر ثانوي بل غير مستحسن على الإطلاق. أعتقد أنه في البداية علينا تعريف التقليد لكي نفرّق بين المستحسن منه وبين النوع الآخر.
    برأي هناك نوعان من التقليد الأول هو ما يتبادر إلى الذهن من أن تصنع منتوجاً طبق الأصل عن المنتج الرئيسي. والمعنى الآخر هو المحاكاة.

    لنفترض أن شخصاً معيناً افتتح مطعماً وجاء الآخرون وافتتحوا مطاعم بعده عند ذلك نسمي هذا محاكاة، إما إذا انتج صاحب المطعم نوعاً معيناً من الأكل وجاء الآخرون وقلدوه في ذلك يسمى ذلك تقليداً (كما في قصة الماكدونالدز).

    استوقفتني في المقالة بعض العبارات وخصوصاً فيما يتعلق بشركة آبل والتي تعتبر في عالم التقنية وفي العوالم الأخرى الصناعية شركة رائدة ومبتكرة في مجالها. وللعلم أنا من مناصري الأندرويد ولكني أعتقد أن الكاتب تحامل على شركة آبل بعض شيء.

    العبارة الأولى هي: “ما قامت به آبل هو تقليد منتجات الآخرين ثم تقديمها بطريقة أكثر جاذبية”، وهذا يقترب الصواب في جانب ويبتعد عنه في جانب آخر. صحيح أن آبل اعتمدت على منتجات الآخرين ولكنها لم تقلدها بالمعنى الأول الذي ذكرته في بداية التعليق. وإنما قامت بالمحاكاة. فهي قدمت أجهزت رائعة مميزة ونظاماً تشغيلياً رائع وسهل الإستخدام واعتمدت على الخبرات السابقة في تقنية اللمس ومن ثم طورتها بشكل لم نعهده من قبل، والأمر كذلك بالنسبة لمنتجاتها الأخرى. هناك فرق بين أن تغشّ في الإمتحان من طالب آخر وبين أن تستعمل منهجه في الدراسة وتطوّر عليه. ويذكرني أيضاً هذا بمقولة قرأتها في إحدى كتب علي الوردي: “لا يوجد هناك مبدع أو عبقري وإنما يوجد شخص يعرف كيف يوظف أفكار من سبقوه لينتقل بها خطوة إلى الأمام”.

    والعبارة الأخرى التي استوقفتني كانت “وإذا كان الابتكار سلاحاً تنافسياً قوياً لماذا إذاً لا يُترجم إلى ربحية”، ومرة أخرى تبرز آبل وبقوة في هذا المجال، فالحديث عن أرباحها “قد سارت بها الركبان” والكل يحسدها على هذا بما فيها ميزانيات بعض الدول. وعلامتها التجارية أصبحت من أغلى العلامات التجارية الموجودة في كافة الأصعدة سواء التقنية أو مجال السيارات أو غير ذلك. هناك قاعدة اقتصادية (قرأتها مرة في هذا الموقع في إحدى التعليقات) من يكن مبتكراً في السوق يكن مسيطراً عليه، وهذا ما يعوض الخسارة في الإرباح (إن وجدت أصلاً).

    أخيراً: كم من مقلّد لم ينجح في تقليده فلم يسمع به الكاتب ليكتب عنه.

  6. التقليد !!!

    لا أعترف بهذا المُصطلح … لأنه يأخذ المعنى الخطأ و ليس المعنى الصحيح للكلمة (عند إسقاطها على عالم التقنية) ..

    ما يحدث بين الشركات ليس تقليد في الأغلب و إن كان هنالك ما نُسميه (بالشواذ) لهذه القاعدة .. حيث أن هنالك فعلا من يقوم بالنسخ و اللصق .. و لكن هم قلة و الفضل يعود في هذه المسألة لقانون براءات الإختراع اللذي يتذمر منه الكثيرون هنا نظرا لعدم بذلهم جهد يوما في صنع شئ .. غير الحديث من خلف الشاشات ..

    في المثال المذكور مثلا عن الآي بود .. و الآي فون .. و الآي باد .. فالآي بود أو الإم بي ثري بلير (المُصطلح التقني) .. هو أمر ليس بجديد على الإطلاق .. فبعد الوك مان كانت هنالك عدة إصدارات من عدة شركات بعدها كان بذاكرة صغيرة و بعضها أتى بهارديسك .. و لكن أبل لها اسمها و تفاحتها المقضومة التي عملت على تلميع صورتها لفترة طويلة و عندما حانت الفرصة ظهرت آثار ذلك التلميع ..

    الآي فون ليس الأول كهاتف ذكي .. فالهاتف الذكي ظهر مُتمثلا في الويندوز موبايل اللذي كان يُسمى بPocket PC .. و بالنسبة لتقنية لفكرة الهاتف بشاشة كاملة فأكثر أجهزة الويندوز موبايل كانت بشاشة كاملة تعمل باللمس (الأحادي) .. بل ما أعتقد بأن أبل عكست صورته في الآي فون سنة 2007 كان هاتف LG Prada اللذي أُعلن عنه نهاية 2006 و تم إطلافه في أول شهر من سنة 2007 .. حيث كان النقلة الحقيقية في عالم الهاتف النقال و لكن لكون LG لم تُسوق لهذا الهاتف بالشمل المطلوب حيث كان الأجدر بها بذلك جهد عالٍ كما تفعل مع الثلاجات و المُكيفات و التلفزيونات .. إلخ .. فأبل لم تبذل ذلك الجهد الكبير عند إطلاق الآي فون و السبب هو أنها أسست لإسمها على مر السنوات الفائتة منذ تأسيسها .. و إن نجحت أبل في شئ فهي قد نجحت في أمرين :

    الأول : صناعة هاردوير بجودة عالية . ( و هذا هو تخصص هذه الشركة في الدرجة الأولى ) ..
    الثاني : الخطة الإستراتيجية التسويقية على المدى البعيد و التي أنهتها بآخر إعلان ل I’m a Mac, I’m a PC .. الآن أبل لا تحتاج إلى بذل الكثير من المال من أجل الإعلان .. فإسمها اليوم و إلى عشر سنين قادمة هو إعلان بحد ذاته .. و الدليل .. هو أن كثيرون اليوم يعتقدون بأن أبل هي من صنعت كل شئ و الآخرين كوبي بيست .. و لن أستغرب أو أضحك سُخريةً إن أتاني أحدهم ( من الجيل الحديث ) و يقول لي بأن أبل هي من صنعت السيارات و المايكروويف و الصواريخ و الأسلحة .. إلخ .. و الدليل الملموس هو تعليق عبد القهار الحسني .. اللذي استمات من أجل إثبات نظرية أن أبل سليمة من هذا الجانب ..

    أبل لم تفعل شئ في الآي فون .. فالLG prada كفكرة موجود .. و تقنية اللمس المُتعدد تم شراؤها من خلال شركة Finger works بعد أن اشترت أبل هذه الشركة .. و تم دمج المكونات و إدخال الجهاز في الفرن و خرج كما رأيناه أول مرة ..

    لكن للأسف هذا لا أُسميه تقليدا .. بل هو مُسايرة و تماشي مع الموجود في السوق ..

    مثلا : عندما تقوم هوندا بإصدار سيارة يعمل نظامها الترفيهي (الصوتي) بالسيدي .. و تقوم بعدها هونداي و كيا و فورد و BMW .. إلخ بإصدار نفس الفكرة و ربما تكون بطريقة مُتطورة أكثر .. هذا لا يُعد تقليدا بل تماشي مع الموجود في السوق ..

    مثال آخر : عندما تقوم شركة ملابس بابتكار شكل جديد للبنطال (الجينز) .. و تقوم شركات أخرى بإصدار أشكال مُنافسة بلمساتها الخاصة .. هذا لا يُسمى تقليدا بل مُسايرة و تماشي مع المطروح في السوق من أجل المُنافسة ..

    نعم هنالك شركات تبتكر و لاتجني و شركات تلحق بالركب و تجني كل شئ .. هذه هي الحياة .. إعمل و ستحصد .. لكن في هذه الأيام السوق لا يعترف بالأُمناء بل بالسباقين في حصاد أكبر حصة من كعكة السوق ..

    يعتقد كثيرون بأن التابلت مثلا .. هو ابتكار لأبل !!! لا .. هؤلاء إما لم يكونوا واعين في نهاية التسعينات أو لم يُولدوا إلا توا .. فالتابلت فكرة قديمة لا اتذكر بالضبط متى ظهرت إلى السطح و لكن من جعلها حديث الناس في عالم التقنية في نهاية التسعينات هو مايكروسوفت بالشراكة مع بعض الشركات إن لم تخني الذاكرة كIBM حيث كان الجهاز عبارة عن لاب توب بشاشة قابلة للطي لتتحول إلى تابلت ..

    لم تلقى هذه الفكرة استحسانا كبيرا في مجال الأعمال لوجود بعض الصعوبات ( التي لم تأخذ مايكروسوفت مسألتها بشكل جدي ) .. بأصبح التابلت أمر مُغيب إلا لمن يُتابعون التكنلوجيا .. بعدها قامت بعض الشركات بإصدار تابلتس بدون كيبورد مثل HTC و archos و بعض الشركات التي لم تكن معروفة .. بنظام ويندوز .. و لكن أيضا لم يلقى ذاك صدا كبيرا و لكن بعد ظهور اشاعات الآي باد .. بدأ الناس بالتفكير في الأمر و البحث عن هذا النوع من الأجهزة .. ليس لكون ابل ابتكرت الجديد .. بل لكون أبل أسست لتسويق مُنتجاتها بشكل صحيح ..

    مثلا .. الكنكت ظهرت للسوق كأول جهاز استشعاري يُغني المُستخدم عن الإمساك بأي جهاز تحكم في يده .. و لكن اليوم نرى Leap Motion ستُطرح في السوق نهاية العام .. هل Leap Motion بدأت بالتقليد ؟؟ لا لم تقم بذلك .. و لكن ما فعلته هو بدخول نفس السوق مع مايكروسوفت بلمستها الخاصة .. أحيانا صعب أن تكون الأول و لكن الأصعب هو أن تظل الأول لأن السوق ستزدحم بالمُنافسين .. و قبل Leap Motion كانت هنالك شركة لا أتذكر من تكون ربما Asus لا أتذكر .. أخرجت جهاز مُشابه 99% للكنكت .. هل نُسمي ذلك تقليدا ؟؟ لا لا أعتقد بأنه تقليدا بل لا أؤمن بذلك ..

    لربما الشركات الأخرى لم تكن بنفس (خبث) أبل حيث كانت أبل تنتظر (الزلة) على الشركات الأخرى كمايكروسوفت عندما أخذت حيزا كبيرا من مؤتمرها للتعليق على Vista و إظهار الجوانب التي تدعي أبل أن مايكروسوفت نسختها من نظامها .. بينما ابل لم تلتفت إلى أنها نسخت كثيرا من التقنيات من شركات مُختلفة و لكن لم تُقدم الشركات بأي خطوة حيال ذلك إلا عندما تجرأت ابل وبدأت برفع القضايا حيث بدأتها بسامسونق .. حينها خرجت سامسونق عن صمتها و قلبت الطاولة على أبل .. و هذا دليل قوي ملموس على أن أبل تنسخ من الشركات بجانب ابتكاراتها و لا تعتمد على ابتكارها هي فقط .. بل و أهم التقنيات التي نُسبت إليها هي تقنيات مُشتراة من شركات أخرى .. و الأمثلة :

    1- الGUI لنظام التشغيل قامت بشرائه من Xerox .
    2- الماوس Pointer قامت بشرائه من Xerox .
    3- تقنية اللمس المُتعدد .. قمات بشرائها من Finger Works .

    لا يهم في الحقيقة .. ما يهم هو أن التقنية تتقدم و كلما تقدمت التقنية كلما حظيت أنا كمُستخدم بأشياء جميلة .. فاليوم أستخدم النظام الأكمل في نظري Windows و أستخدم أفضل هاتف جوال رأته عيناي Lumia 900 و أستخدم أفضل جهاز ألعاب Xbox حاليا بشواهد كثيرة ( و لا يُوجد لدي مانع في سردها إن تطلب الأمر ذلك ) .. و سماعات Beats .. و الكثير الكثير ..

    و ها أنا اليوم أنتظر الكثير الكثير من الخيارات لشراء أول تابلت خاص بي .. يعمل بويندوز 8 ..

    الخلاصة :

    لا يُوجد هنالك ما يُسمى بالتقليد ( في أغلب المطروح ) و لكن ما يُوجد هو مُنافسة في نفس المجال .. بإخراج نفس التقنية بشكل أفضل .. أو بإسم أفضل كما حصل مع أبل ..

    تحياتي

  7. أعظم التقاليد في التكنولوجيا التي عاصرتها ( بكل حياديه ) ، تقليد سامسونج بالجلاكسي للأيفون ، وتقليد جوجل بالشبكة الإجتماعيه الخاصه بها (جوجل بلس) للفيسبوك من حيث المشاركه ولتويتر من حيث المتابعه ، اما اعظم تقليد لأقوى إبتكار حتى الأن تقليد شركة Leap Motion بجهازها الخاص بإستشعار الحركه للأعجوبه كنكت من مايكروسوف

    تحياتي

  8. آبل عرفت كيف توظف الابتكارات المتعددة في جهاز واحد ، هنا تكمن براعتها . تُبتكر مئات الاختراعات كل عام ، لكن المهم هو توظيف هذه الابتكارات في مكانها الصحيح كما فعلت أبل مع شركة زيروكس و كما فعلت مايكروسوفت من شراء نظام دوس. في كثير من الأحيان لا يقدر المبتكر اختراعه و لا يكون لديه خطة عمل واضحة و لا تسويق جيد لمنتجه ، هنا يأتي دور الشركات الكبرى بشراء هذه الابتكارات و تطويرها.

  9. كنت سأتحدث عن هذا الموضوع. معظم التعليقات تحدثت عن الآيفون، ولم يتطرق أحد إلى هواتف سامسونج والتي تتهمها آبل بأنها حرفياً (قلّدت) الآيفون والآيباد. أي أنه بينما طورت آبل الهاتف الذكي الذي ليس اختراعاً جديداً حصرياً لآبل، لكن لابل الفضل في تطويره إلى شكله الحالي وبترويجه وجعله حاجة للمستهلكين، لكن قامت سامسونج قامت “بنسخه” كما هو من آبل. حتى أنه يحظر بيع هواتف سامسونج في بعض الدول الأوروبية.
    كمستهلك يجب أن أقدر ما فعلته سامسونج فهي قدمت لي أجهزة قوية كأجهزة أبل إلى حد ما، بسعر معقول، لكن في النهاية نحن نتحدث عن التقليد.

  10. اخي الكريم اعتقد ان كلامك واضح ولكن لا اوافقك الراي لان المقلد دائما فاشلة ذريع نحنو دول عربية دائما مانقلد الاخرين ولكن لا نبتكر اي شي وانت تراى حالنا فمن يبتكر فهو يبعد عنك سنة ضؤية بينما شركة مثل ابل لم تقلد بل طورت شي منسي وابتكرت فية ولكن من نسخو مثل هذا الشئ هم المقلدون

  11. الصين ,, سيدة التقليد بلا منازع ,, بل إني أشك أنهم يكرهون الإبداع على الرغم من إمكانية ذلك ,, قلدوا كل شئ بجودة أفضل أو أقل ,, حتى ماركات السيارات الرخيص منها والفاره ,, كل ما عليهم فعله تقليد الشكل الخارجي مع مواد أرخص وأقل جودة ثم تغيير حرف واحد في الإسم ,,, والعملية ماشية معهم تمااام :-)

  12. لن تجد شركة ناجحة اعتمدت فقط على إبتكاراتها فقط .. لابد من المزج بينهما فلا يوجد شركة اعتمدت على ابتكاراتها فقط ونجحت .. ولكن تجد شركة اعتمدت على التقليد ونجحت ..

    علينا ان نقلد ولكن علينا ان نضيف لمسه تميزنا عن غيرنا وعن الأصلي .. حتى نحقق نجاح أفضل ..

    بالتوفيق .. فعلاً موضوع جميل.

  13. التقليد في حد ذاته يعتبر فن لا يتقنه الكثيرون فهناك تقليد عادي وتقليد مميز
    ولعل اكبر مثال شركة جوجل تقلد٧٠٪من مواقع الانترنت ولكنها لا تكتفي بالتقليد بل تضيف لمستها الخاصة على منتجها وتجعله افضل من الابتكار الاصلي
    مثل:جوجل بلس وفيس بوك
    جي ميل وهوت ميل
    وغيرها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى