مقالات

لماذا انخفض سعر سهم الفيس بوك؟

رأينا جميعاً إدراج سهم فاسبوك في بورصة ناسداك الجمعة الماضية، وأول يوم تداول كان هستيرياً للغاية حيث تبخرت أكثر من مليار دولار من الأرباح نتيجة ارتفاع سعر السهم خلال نفس الجلسة من 38$ إلى 42$.. لكن انتهت الجلسة الأولى أعلى بقليل من سعر الافتتاح 38.33$ لتنخفض في الجلستين التاليتين تحت هذا السعر.

سنحاول في هذه المقالة تسليط الضوء على الأسباب الرئيسة لإنخفاض سعر سهم الفيس بوك ،ونستطلع عدة آراء حول قوة السهم وتسعير الشركة.

بداية طرحت الشركة 421 مليون سهم للأكتتاب وكان السعر المتوقع بين 35$ و 38$ فتم اعتماد الحد الأقصى مما جعل القيمة السوقية للشركة 104 مليار دولار وهو مايراه البعض مبالغاً فيه.

وهذه القيمة السوقية للشركة تساوي مابين 75 و 100 ضعف عائدات الفيس بوك وهو أمر غير معتاد، حيث يمكن أن تكون النسبة 1:15 مما يعني أن تبلغ قيمة الشركة 15 مليار دولار فقط بحسب أرباحها العام الماضي التي بلغت 1 مليار دولار.

اليوم الأول

نتيجة الزخم الكبير للشراء ارتفع السهم من 38 الى 45 دولار مما حقق أرباح 1.5 مليار دولار إلا انها تبخرت في نهاية الجلسة ليعاود السهم هبوطه ويغلق على أعلى قليلاً من سعر الافتتاح.

استناداً لنظرية العرض والطلب، فالشراء الكبير مدفوعاً بأسباب عاطفية نفسية ادى لارتفاع السهم الى سعر 45. لكن بعدها تدخلت قوى البيع الكبيرة وخفضت السعر.

هناك مصطلح insiders ويشير إلى الملاك السابقين في الشركة قبل طرحها للإكتتاب العام، ويرجح كثير من المحللين أن هؤلاء الملاك هم وراء خفض سعر السهم.

ومن أكبر الـ insiders بنك JPMorgan الذي باع حصة كبيرة يملكها في الفيس بوك مستغلاً فرصة الطرح للإكتتاب العام، والذي ربما يرى في السعر الذي وصل له هو أعلى ما يمكن أن يصل إليه خلال الشهور القادمة، وذلك نتيجة لتأكده من أن الشركة مقومة بأعلى من قيمتها الحقيقية. وإلا لما كان قد باع الأسهم التي يملكها لو متوقع لها ارتفاع قوي ومستمر.

ومن اللافت ان يوم الاثنين هبط الى 33 دولار أي خسرت الشركة حوالي 14% من قيمتها خلال ساعة ونصف فقط من التداول، وهذا الأمر كان متوقعاً حيث أن البنوك المتعهدة في تغطية الاكتتاب والمحافظة على سعر 38 دولار يسري مفعولها فقط في أول يوم. ومع التوقعات بطلبات البيع الكبيرة وبخاصة من الملاك الأساسين في الشركة، فإن السعر سيكون نحو الانخفاض وهذا ما حصل بالفعل.

آراء المحللين

تعد الأسواق المالية بمثابة المرآة الحقيقية التي تعكس الصورة الواقعية للشركة، فعندما بالغت الفيس بوك من قيمتها وقيمت سهمها بـ 38$ فجاءت ردة فعل السوق على أن القيمة الحقيقية أقل من ذلك وهبط السعر حتى يحقق المستوى الذي يناسب معظم المستثمرين، هذا العامل بالإضافة لما سبق ذكره أدى للانخفاض الى 33 $ وربما يستمر بالانخفاض لأكثر من ذلك، عندما يصل لمستوى يجد المستثمر العقلاني انه السعر الذي يعبر عن الفيس بوك فعلاً حينها سيبدأ بالدخول والشراء مما يحسن من أداء السهم.

و كان المحللون يتوقعون ارتفاعاً حاداً في سعر السهم مع بدء طرحه للتداول ولكنهم حذروا من احتمال حدوث تراجع كبير وسريع للسهم في ظل فشل الشركة في ترجمة النجاح الجماهيري الكبير للموقع إلى إيرادات من خلال تقديم منتجات إعلانية مربحة، حيث أن الشركة ترتفع عائداتها إلا أن أرباحها لا ترتفع بنفس النسبة ( وللتذكير فالربح هو العائد مطروحاً منه التكلفة ).

تفيد التقارير بأن معظم المشترين هم صغار المستثمرين الأفراد حيث لايزال يشك كبار المستثمرين من إمكانية الفيس بوك من تحقيق أرباح مجدية على استثماراتهم على المدى البعيد حيث يتزايد عدد المستخدمين من خلال الهواتف الذكية لكن حجم عائدات الإعلانات على هذه الأجهزة يتباطئ وهذا بسبب أن 85% من أرباح الفيس بوك مصدرها الإعلانات.

ويقول أحد المحللين “أن بعض الناس سوف يشترون أسهم فيسبوك بغض النظر عما سيشترونه‏..‏ سيكون هناك في البداية الكثير من الحماس‏,‏ والكثير من المال‏,‏ ولكن بعد عام أو نحو ذلك فإن الأمور سوف تعود إلي معايير القيمة الحقيقية‏,‏ وهذا ما يجب أن يحدث‏.‏” وهذا الرأي يتوافق تماماً مع مبدأ الشراء العاطفي الذي حدث. ودليل آخر هو رغبة شقيقين استثمار 1.8 مليون دولار من صندوق استثمار خاص بعائلتهما في شركة فيسبوك بأي ثمن، واصفين الموقع بأنه كالماء.

ووفقاً لأشخاص مقربين من عملية الاكتتاب فإن الطلب القوي بشكل غير عادي من قبل المستثمرين الأفراد أحد العوامل وراء زيادة السعر.

وقال ستيف وينشتاين، المدير الإداري لشركة ITG Investment Research: “كي يكون استثمارا جيدا لشخص يحب شراء الأسهم والاحتفاظ بها، يجب أن تعتقد أن الرسملة السوقية يمكن أن تتضاعف في غضون ست سنوات”. وتابع: “في الوقت الراهن، ليسوا على درب تقديم هذه الأنواع من النتائج المالية”.

ويقول محلل مالي متخصص بالأسهم إذا كنت تبحث عن استثمار، فإن أفضل مسار للعمل هو تجنب اليوم الأول من جنون التداول، والانتظار لرؤية ما إذا كان الاكتتاب العام سيكون مثل جوجل أو جروبون.

مشاكل تقنية

ظهرت بعض التقارير التي تفيد بأن بورصة ناسداك عانت من بعض المشاكل التقنية في اليوم الأول للإكتتاب حيث لم يحصل بعض المستثمرين على إشعارات بتنفيذ صفقاتهم وذلك لساعات من أمر التنفيذ، كما أن الكم الهائل من التداول الذي تجاوز 96 مليون سهم في يوم واحد ادى إلى حدوث هذه المشاكل، حيث أن طرح الفيس بوك كان أكبر طرح لشركة تقنية في تاريخ الولايات المتحدة. و وعدت إدارة السوق بإتخاذ إجراءات لإستيعاب الأوامر التي لم تنفذ بشكل صحيح في الجلسة الماضية مما سيعوض بعض المستثمرين بمبلغ 13 مليون دولار. ويتوقع أن يرفع المتضررين دعاوى قضائية على السوق للمطالبة بالتعويض.
وحصل تأخير في الجلسة الأولى لأكثر من 40 دقيقة حيث تعطل نظام إلغاء الأوامر وتعمل الآن السلطات الحكومية على التحقيق في الخلل.

قصص مشابهة

عموماً فإن الفيس بوك ليست الشركة الوحيدة التي تهبط اسهمها في أول اسبوع من الاكتتاب، كذلك حصل مع أسهم غوغل حيث انهت أول اسبوع من التداول في 2004 على تراجع حيث كان السهم حينها مسعراً بـ 85$ وهو يعادل 75 مرة ضعف أرباح الشركة. واليوم يبلغ سعر سهم غوغل 614$ دولار.

و أثار الفيس بوك الجدل في تقييمه بمئة ضعف أرباحه، حيث شركة بعمر 8 سنوات لايمكن أن تكون بهذه القيمة، فمايكروسوفت كانت 10 أضعاف أرباحها و إكسون موبيل كذلك وآبل 14 ضعف أرباحها.

أخيراً، فإن الدرس المستفاد واضح وظهر على لسان بعض المحللين الذين قدموا توصيات ببيع الأسهم في أول يوم تداول!، حيث أخطر ماتكون الأسهم التي تشتريها مدفوعاً من عاطفتك تحت مسمى شركة عملاقة مثل الفيس بوك يقضي مليار إنسان حياته فيه حتماً سيرتفع السعر مستقبلاً، فقرار الاستثمار بالأسهم يجب أن يبنى على أرقام حقيقية و وقائع تنعكس في أداء الشركة، وبدراسة السهم يتبين لك أن شركة أرباحها مليار دولار من غير الواقعي أبداً تقديرها في السوق بـ 104 مليار دولار. لذلك لاتشتري السهم إلا عندما يكون سعره واقعياً. أما كيف تعرف ذلك؟ فهناك عدة تحليلات أساسية وفنية يمكن إجراؤها للحكم.

حصص كبار المساهمين في فايسبوك

‫14 تعليقات

  1. مقال روعة وتكلم فيه الكاتب عن جوانب كثيرة وعطانا نبذة في اسواق الاسهم
    يعطيك العافية على المقال الجميل.

  2. أصلن الحين رافعين على الفيسبوك قضية بسبب إنهم أوهموا الناس إن قيمته الفعلية عالية بهذا الشكل وهذا الكلام غير حقيقي..

    وكمان المشكلة التقنية مفتعلة..

    والأهم من ذلك لا يمكن بأي شكل من الاشكال نقارن جوجل بفيسبوك ,, جوجل شركة تقدم منتجات .. عدا عن كونها محرك بحث وكمان ناشطة في محال الإعلانات .. لكن فيسبوك معظم دخله من الإعلانات

    فيس بوك إلى زوال .. وحركة نزولها لسوق الاسهم في هذا الوقت مرة حركة ذكية منهم ..

    ويوم طرح أسهم الفيسبوك شفت برنامج في السي إن إن “10 اسباب لعدم الإستثمار في فيسبوك” وكان من ضمنها ..

    أنو صفقة شراء الإنستغرام بمليار كان راي أحادي من مارك نفسه ولا إستشار أحد !!!

    وارجع واقول فيسبوك إلى زوار إلا إذا ما دخلوا في مجالات ثانية …

  3. مقال متعوب عليه ومن اجمل ماقرات في عالم التقنية

    عموما من يرغب في الاستثمار في الاسهم فليبتعد عن العاطفة نهائيا ويقتنص الفرص ولايتعلق في السهم نهائيا

    اما الفيس بوك فاتوقع ان هذه المستويات قليلة بحقة وسيتجاوز المئة دولار خلال سنة

  4. مقال يؤكد لي أن الناس لا تفهم شيئا عن علاقة السياسة والاقتصاد

    يا أذكياء مارك يهودي ووراؤه يهود

    والذي حصل هو انهم ضربوا ضربتهم بأول يوم واشتروا وباعوا بالغالي

    أصلاً يا محترمين تقييم الشركة كله كذب بكذب

    معقول شركة خدمات انترنت (لا في آلات ولا مواد أولية ولاأي شيئ كلها خوادم ومكاتب وموظفين (

    قال شركة ربحها مليار تقييم ب100 ضعف تقريبا

    لعبة يهوووووووووووووووووووود

    سلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى