مقالات

تيم كوك والسياسة الجديدة في إدارة شركة أبل


tim-cook

في مقال نٌشر في صحيفة الـ Wall Street Journal عن تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة أبل وخليفة ستيف جوبز تم ذكر عدة معلومات وأمور شيّقة عن سياسات تيم الجديدة والمختلفة عن الراحل ستيف جوبز في إدارة أبل.

تقول كاتبة المقال جيسيكا فاسكيلارو بأنه على الرغم من أن تيم كوك قد سبق وأطلق وعوداً بأن شركة أبل لن تتغير بعد رحيل ستيف وإمساكه بزمام الأمور في شهر أغسطس السابق، إلا أنه قد وضع بصماته الإدارية الخاصة على أبل في عدة طرق تُلمّح بأن الشركة لن تبقى تماماً كما كانت في عهد مؤسسها ذو الطبع الحاد ستيف جوبز.

في الأسابيع الأخيرة اهتمّ تيم كوك بالأمور الإدارية التي لم يهتم بها ستيف مثل ترقيات الموظفين وكتابة التقارير. بناءً على ما قاله بعض الأشخاص القريبين من هذه الأمور، فإن تيم ذو الخمسين عاماً كان في الآونة الأخيرة على تواصل أكبر مما كان يقوم به ستيف وأصبح يراسل موظفي أبل ويشير إليهم بصفتهم “الفريق”!

أيضاً فقد أظهر السيّد كوك فلسفة إدارية مختلفة بعض الشيء مقارنةً بـ ستيف. فعلى سبيل المثال قد أعلن تيم عن برنامج خيري من أبل يعد بتقديم تبرعات مشابهة لما يتبرع به موظفيها للجمعيات غير الربحية إلى حد يصل إلى ١٠ آلاف دولار سنويا بدءًا من إدارتهم في الولايات المتحدة الأمريكية وخطط مستقبلية للتوسع بالبرنامج لدول أخرى. على النقيض من ذلك فقد ذكر ستيف جوبز في نهاية اجتماع العام الماضي بأنه يُعارض فكرة التبرعات المالية (بناءً على ما ذكرته شخصية حضرت ذلك الاجتماع).

الكثير في عملاق التكنولوجيا أبل لم يتغير ويُتوّقع أيضاً بأنه لن يتغير بناءً على ما سبق وأن صرّح به تيم كوك ذو الخبرة الطويلة في أبل والذي ترقّى إلى منصب الرئيس التنفيذي للعمليات في أبل منذ عام ٢٠٠٥م والذي قد أمسك بزمام الأمور في أبل حين تغيّب ستيف عدّة مرات في إجازات مرضيّة. حسب ما يزعمه شخصٌ مقرّب من أبل فإن تيم ليس معجبًا بفكرة إعادة التنظيم وأنه يؤمن بقوّة بـ ثقافة أبل التي تُثمّن تطوير المنتجات وتصميمها، وأيضاً فإن تيم يُقدّس جداً السرية الشديدة المتأصلة في ثقافة الشركة.

لكن أيضا فإننا لا نستطيع غضّ النظر عن تحركات تيم منذ تسلمه رسميا لمنصب الرئيس التنفيذي لأبل في ٢٤ أغسطس الماضي التي تشير إلى كيفية إدارته لأبل في السنوات القادمة وبتركيزٍ أكثر على صرامة مكان قد كان ولسنوات مُداراً بحدس الراحل ستيف جوبز.

تقول كاتبة المقال جيسيكا بأن متحدث رسمي في أبل رفض إعطاء أي تعليقات حول سياسات تيم كوك واكتفى فقط بالإشارة إلى أن السيّد كوك غير متفرّغ لمقابلة صحفي.

يشتهر تيم – الخبير في أمور المبيعات ومخططاتها وتوقعاتها – بأنه إداري منضبط على النقيض من السيّد جوبز ذو الصبر القليل للأمور الإدارية بناءً على شهادات كلٍّ من أصدقائه وزملائه في العمل.

أيضا حسب ما ذكره موظف سابق في أبل، فإن تيم كوك شخصية يسهل الوصول إليها وقد اشتهر على مدى السنين السابقة بأنه ذو أذن صاغية إلى الإداريين التنفيذيين الذين دائما ما يطلبون منه النصيحة في كيفية التواصل مع ستيف جوبز.

أيضا في الأسابيع الماضية قد قام تيم بعدة تطويرات في الهيكلة الإدارية لقسم التعليم في أبل، القسم الذي انحرف مساره بعض الشيء عن ثقافة أبل وهيكلة إدارتها بناءً على ما ذكره شخص قريب من الأمر. لسنوات عدة قد كانت إدارة قسم التعليم مستقلة بحد ذاتها ولكن ما قام به تيم هوإعادة هيكلة القسم ليكون على اتصال دائم مع قسم المبيعات وكذلك التسويق وبقية الأقسام الأخرى، الأمر الذي يضيف مسؤوليات جديدة على الإداريين التنفيذيين فيل شيلر من قسم التسويق إلى جانب جون براندون من قسم المبيعات.

من التغييرات أيضا التي قام بها تيم بعد أيام قليلة من توليه المنصب الجديد هو إبراز أحد التنفيذيين الشهيرين في إدارة قسم الآيتونز منذ تأسيسه إيدي كيو بترقيته إلى منصب نائب رئيس قسم برامج وخدمات الإنترنت في أبل ليكون أيضا عضواً في فريق المدراء التنفيذيين في أبل.

الأهم من كل ذلك : ما هي رؤية تيم كوك تجاه الأمور المالية في الشركة التي أصبحت الأعلى قيمة في العالم والتي تتمتع بسيولة نقدية تزيد عن ٨١.٦ مليار دولار. يتوقع إداريين وموظفين سابقين في أبل بأن تيم كوك مقارنة بستيف سيكون منفتحًا أكثر إلى ملاك الأسهم وأيضا عملاء أبل، مركزين أيضاً إلى رغبته في مقابلة المستثمرين في أبل بصفة دائمة في الفترة القادمة. يقول أحد المحللين الباحثين المهتمين بشركة أبل توني ساكوناغي بأن ستيف جوبز كان يملك كل الأجوبة ولكنه ليس متأكدا عمّا إذا كان تيم كذلك ويضيف بأن تيم صريح بشكل مفاجئ خصوصا فيما يتعلق بخطط أبل الإستراتيجية مثل خطط أبل التوسعية حول الأيفون.

من الأمور التي يتوقع بأن تيم سيصب تركيزه عليها هو خططه حول السيولة النقدية لدى أبل وعما إذا كان سيقوم بإعادة شراء حصص الأسهم من المستثمرين أو توزيع الأرباح لهم ،الأمور التي كان يعارضها ستيف جوبز، لكن حسب مقربين من أبل فإنه من الواضح أن تيم يبدو منفتحا ومتقبلا أكثر لهذه الخيارات التقليدية.

على صعيدٍ آخر فمن الجدير بالذكر حول الاختلاف ما بين تيم وستيف بأن الأول ليس “رجل منتجات” حسب ما يقوله أصدقاؤه وزملاؤه دائما وبالإضافة لأن ستيف نفسه قد ردد ذلك لوالتر اساكسون كاتب السيرة الذاتية الخاصة بستيف جوبز والتي قد تم نشرها قبل عدة أيام.

ختمت كاتبة المقال حديثها بالإشارة بأن المقربين من شركة أبل يتساءلون عما إذا كان تيم يستطيع متابعة الإنجازات المستمرة التي قد أوصلت أبل لأن تكون أكبر شركات التقنية في العالم. وقد ذكرت أيضا قصة عن تيم كوك في الماضي عن أنه قد سأل أحد موظفيه – الذي كان يعرض عليه خدمةً جديدة – بقوله “أخبرني مجدداً كيف ستساعدني هذه الخدمة الجديدة في زيادة مبيعات أجهزتي الهاتفية؟”

الآن سؤالي لمتابعي عالم التقنية ما رأيكم ما هي وتوقعاتكم حول تيم كوك وإدارته للشركة في السنوات القادمة؟

وما هي توقعاتكم حول دور أبل في الأعمال الخيرية مستقبلاً؟

*تمت ترجمة المقالة بتصرف مع بعض الإضافات البسيطة.

*المقالة المنشورة في صحيفة الـ SWJ

* مصدر الصورة

‫18 تعليقات

  1. ما رأيكم ما هي وتوقعاتكم حول تيم كوك وإدارته للشركة في السنوات القادمة؟
    انا ارى بأن تيم كوك خبير ف قبل ان يدخل شركت ابل تسبب ف نجااح عدت شركات وكان رئيس عليهم ف انا اتوقع مستقبل افضل لابل وشائق

  2. أرى ان تيم نجح في المرحلة الأولى من جهة إرضاء المستثمرين والعاملين في الشركة (الفريق) …
    لكن نجاحه في سوق المنتجات والتقنية بشكل عام أصبح في يد (الفريق)
    قد أكون متشائماً إن قلت أني أتوقع تراجعاً في الإبداع والإبتكار وطفرة في التوسع والمبيعات والنمو الإقتصادي للشركة

  3. لا اتوقع نجاحه وهذا ليس بسبب شخصه او لقلة خبرته ولكن بسبب منافسة اندرويد لشركة ابل فاظن لن يفلح في مواجهتهم بالذات ان اندرويد تتطور بسرعة البرق ولم تترك المجال لاي احد بالحاق بها.مع احترامي لكل الشركات ولكن هذا واقع الحال

  4. وجود تيم كوك (المنضبط ادارياً) في أبل الان هو ما تحتاجه الشركة الان بعد عدة سنوات في سباق مع الزمن بقيادة ستيف جوبز، لكن التحدي القادم هو الى متى ممكن ان يكون وجود تيم كوك ذو فائدة. فكما ذكروا ان تيم هو ليس رجل منتجات و لكن ستحتاج أبل بعد فترة من الزمن الى رجل مثل ستيف
    جوبز يقوم مرة اخرى باشعال الحماسة و الابتكار في أبل حتى تظل في موقع تنافسي في السوق .

  5. لا ننسى أن من أختاره هو جوبنز والذي يدرك جيداً قدراته وإمكاناته وما تحتاجه أبل في فترتها القادمة ، أما من جانب المنتجات فالعمل مع فريق التطوير في أبل سوف يساعد في تجاوز هذا القصور لديه

  6. تيم كوك ليس إلا القطعة المكملّة لماكان يشغله ستيف، تيم كوك ليس إلا قطعة غيار مؤقت كانت تحل محل ستيف حين يشغله المرض، ستيف جوبز لم يحتج لرجل مثله، لأنّه يكفي عن جيش من الموظفين من ناحية الإبداع والابتكار وجعل الناس مشدوهة لما تطلقه آبل، تيم كوك كان ” الساعد الأيمن ” ولكن الساعد الأيمن لايمكن أن يحل محل الشخص، خصوصاً أنّ آبل ليست شركة تعمل من اجل نظام إداري جيّد، إبداع آبل يتجلى في منتجاتها وكيفية خلق المعايير التي تجبر الشركات الأخرى على اتباعها ! هل سيتحفنا تيم كوك ببعض مماكان يولعنا به ستيف ؟ أشك في ذلك ..

  7. لا أحد يستطيع التنبؤ بمستقبل الشركة والحكم على سياسة تيم كوك سيكون بعد الإعلان عن منتج جديد كجهاز iphone 5 وهل سيتميز بميزات جديدة ..بعدها سنعرف تماما كيف يفكر تيم كوك ..

  8. اعتقد انه من الصعب التنبأ باذا كان سينجح ام لا وخصوصا ان المنافسه اشتدت اكثر من جهة سامسونج ولكن سياسته فى التعامل مع موظفين آبل شىء جيد يساعدهم على الارتقاء بعملهم بقدر الامكان ويحاول ان يجعل من كل موظف مبتكر يفيد فى تطوير منتجات آبل

  9. صراحة انا في حالة من الانقسام لا استطيع الجزم باي من الطرفين لاسباب !
    اولا جوبر لم يختر تيم بشكل عشوائي فنحن نعلم بان جوبز لم يترك شي للصدفة بل ان جميع قرارته اثرت على الشركة ان لم يكن على عالم التكنولوجيا بشكل عام !
    ولكن بنفس الوقت .. تيم ليس جوبز .. لا يملك ابداعه و لايملك خبرته ,اختراعاته حنكته .. هذا بشكل مؤكد لانه جوبز ليس له مثيل و لو كان له مثيل كان رأينا شركة اخرى مثل ابل بقوة ابل .. جوبز هو المؤسس المدير المخترع المنفذ المسيطر … ولا مثيل له …
    بناءا على هذه المعطيات … القرار صعب جدا … ولكم الحكم

  10. كل الشكر والامتنان على روعة بوحـك

    وروعة مانــثرت .. وجمال طرحك ..
    دائما متميز في الانتقاء
    سلمت على روعه طرحك
    نترقب المزيد من جديدك الرائع
    دمت ودام لنا روعه مواضيعك

    لك خالص احترامي

  11. هذه الشركة محظوظة
    طبعاً الحظ هو خليط من العبقرية والجهد والروح الايجابية
    ابل محظوظة لانها لاتواجه منافسين جادين على مستواها
    سمبيان عندرويد بادا خادا ساده رم
    الخطر الوحيد القادم “الجدي هذه المرة ” هو الوندوز فون
    :::::::::::::::::::::::
    سمبيان امكانياته محدوده جوالات عادية
    تحت فئة السمارت فون.
    العندرويد هو النسخة المقلده والرخيصة للـ iOS والاقل جودة كذلك
    الجودة لك عليها بقوة..كل من لايفقه في السمارت فون
    او يريد تجربة نظام آخر على سبيل التجربة لاغير يقوم بشراء
    هاتف يعمل بنظام محرك البحث عندرويد الذي ساهمت لمسات
    htc في اجهزتها بنجاحه النسبي اما سامج سونج
    فهي المرساة التي تجذب العندرويد للاسفل بتقليده السامج للايفون
    اصلاً العندرويد بالاساس تقليد لنظام الايفون.
    ::::::::::::::::::::::::::
    الخطر الوحيد على ابل هو نظام الوندوز فون وان كان
    هناك مجال كبير في سوق الهواتف الذكية لاحتواء النظامين
    وايضاً الانظمة الارخص والاقل جودة مثل السمبيان والعندرويد.
    مع الاعتراف ان نظامي السمبيان والعندرويد ربما اكثر انتشاراً
    ولكن لكل سوقه..فمن يبحث عن الجودة يشتري ايفون او جوال يعمل بنظام الوندوز فون
    ومن يبحث عن التوفير المالي يشتري البرنس والرهيب وابو كشاف وحلكسي. :)
    بمعنى ان للايفون سوق وللسمبيان والعندرويد سوق آخر
    وهما متوازيين وليسا متقاطعين اي ان سوق ابل يختلف
    عن سوق السمبيان والعندرويد فزيادة حصة السمبيان لاتعني
    بالضرورة انه اكل من حصة ابل بل بالعكس ربما اشتري ايفون
    واشتري هاتف ارخص بنظام سمبيان او عندرويد في نفس الوقت.
    ايفون اصبح ضرورة..هل تعلمون انه نزلت برامج للايفون
    تقيس السكر وضغط الدم وتعمل تقرير طبي مختصر لحالة
    مستخدم الايفون وبامكان المستخدم ان يرسل القراءآت الى طبيبه
    لتضاف الى ملفه الطبي..!!

  12. Great post at تيم كوك والسياسة الجديدة في إدارة شركة أبل | عالم التقنية. I was checking constantly this blog and I am impressed! Very useful info specially the last part :) I care for such info much. I was seeking this particular information for a very long time. Thank you and best of luck.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى