مقالات

مفهومات ويب 2.0 تم إساءة استخدامها!

200px-Web_2.0

من أهم مفهومات الجيل الثاني للويب والتي يتميز بها هما: 1- مفهوم تفعيل الذكاء الجماعي. 2- مفهوم الثقة بالمستخدمين كمطورين، وللاستزادة يمكن الاطلاع على مقالة مترجمة بواسطة الأخ/ مازن الضراب.

بالنسبة للمفهوم الأول فقد ساهم في تفاعل المستخدمين مع المواقع بشتى أنواعها سواءً كانت شبكات اجتماعية أو مواقع تسويق إلكتروني أو ما شابه، دون الانتباه إلى أن استخدام هذه المواقع يتطلب قدراً من المعلومات قد تكون حساسة لكنها ضرورية، ورغم أن معظم مواقع التسويق الالكتروني تؤكد على سرية بيانات عملاءها إلا أن الطمع المادي والجري خلف الربح السريع قادها للمتاجرة ببياناتهم  لطرف ثالث دون إخبارهم.

وإذا كنا نتوقع شيئاً من المخاطرة عبر استخدامنا لمواقع التسويق الالكتروني فنحن بالمقابل نشعر بالراحة التامة أثناء استخدامنا للفيس بوك مثلاً، ونبوح بمعلومات تعد من الخصوصيات ونحن على ثقة عمياء بأن المعلومات لن تنتشر لأننا قمنا بتفعيل خاصية Privacy setting، لنكتشف بعد فترة أنها قد انتشرت بسبب مواقع أخرى كنا نتصفحها قامت بدور الوسيط ومشاركة معلوماتنا لمواقع متعددة.

قرأت تدوينة جميلة للتخلص من مشاكل كتلك، كتبها الأخ/ محمد الناصري، وهي تستحق الإشادة فجزاه الله خيراً.

س/ ما الذي تستفيده المواقع من معلوماتنا وصورنا على الفيس بوك مثلا؟ هذه المعلومات مفيدة من عدة نواحي قد يكون أهمها الجانب التسويقي، عبر هذه المعلومات يمكنهم حصر الفئة العمرية الأكثر وجوداً (في السعودية على سبيل المثال) واهتماماتهم ومعلوماتهم الأخرى لأغراض تسويقية بحتة، وبالطبع قد تكون هناك أغراض أخرى أمنية واقتصادية لا أحب الخوض فيها.

هل يفترض بنا أن نصل إلى مرحلة الهوس بشأن عدم الإفصاح عن معلوماتنا وخصوصياتنا؟ وهل استخدام الأسماء المستعارة والمعلومات غير الصحيحة سيحل المشكلة؟ بالطبع لا، لسببين: أولاً: المستخدم وحده هو الذي يحدد المعلومات التي يريد مشاركتها مع الآخرين فحتى لو كان موقعاً بسيطاً يجب أن يحكّم عقله أثناء إدخال معلوماته، ثانياً: غالبية الأسماء المستعارة تلجأ للهجوم على المواقع مستغلة مفهوم تفعيل الذكاء الجماعي وتبدأ بالسب والشتم ومشاكل أخرى سآتي على ذكرها لاحقاً، وهذه الفئة متحايلة على النظام بشكل يدل على احترافيتها ومهما حاولت المواقع ضبطهم أو التقليل من الأضرار فلن تستطيع وهو ما يذكرني بما أنشده نفطويه: إن الكريمَ إذا تشاء خدَعتَهُ.. وترى اللئيمَ مُجرِّباً لا يُخدع.

أما ما يخص تجربة ويكيبديا مع مفهوم الثقة بالمستخدمين كمطورين فقد تعثر لفترة وتم تعطيله مؤقتاً بسبب كثرة المشاركات المغلوطة عمداً أو عن جهل وكذلك الإدراجات التي يستهزئ فيها المستخدمون بمعلومات الموسوعة (غالبيتهم سجلوا بأسماء مستعارة) التي بدورها أساءت لمصداقية الموقع كمصدر معلومات موثوق وهزت ثقة المستخدمين به، كانت تجربة مؤلمة لويكبيديا اضطروا من خلالها لإعادة النظر في أكثر من مليون مشاركة، وقاموا بإعادة تفعيله من جديد لكن بعد خسائر فادحة من الوقت والجهد والمال.

المفهومات التي أتى بها الجيل الثاني للويب لا يمكن التراجع عنها، وأساساً وجدت للاستفادة من تجارب المستخدمين، وهي تنطلق من مدرسة العلاقات الإنسانية في الإدارة التي تنص على التفكير بالمستخدم كمصدر للمعرفة وإعطاءه فرصة المشاركة وليس كقارئ أو مشتر فقط.

‫14 تعليقات

  1. شكراً أختى إيمان على المقالة الرائعة والمفيدة
    لكن أعتقد بأنة لا يوجد موقع يسير بنهج سياسة الخصوصية التى يتفق عليها مع المستخدم إلا قليلاً جداً , ومثالاً على ذلك كثير من المشاكل المنتشره على الأنترنت بسبب نشر معلومات المستخدمين بين الشركات والأفراد وأخرهم الموظف الذى كان يعمل بجوجل والذى كتبت مقالة عنه فى عالم التقنية ..

    لكن فى البداية والنهاية يرجع ذلك للمستخدم نفسة , هو الذى يقرر ماهية المعلومات الذى يريد المشاركة بها فى أى موقع

  2. أنا أرى أنه لا مانع من استخدام الإسم الحقيقي ولكن كما ذكرتي
    “المستخدم وحده هو الذي يحدد المعلومات التي يريد مشاركتها مع الآخرين فحتى لو كان موقعاً بسيطاً يجب أن يحكّم عقله أثناء إدخال معلوماته”
    موضوع جميل ^__^

  3. الفيس بوك يشارك المعلومات مع طرف ثالث صح
    لاكن من اول في بالإعدادات خيار انك تمنعه من هالشيئ الي يسجل ولا يشيك ال privacy و يضبطها من البداية اعتقد انها مشكلته :p

  4. قرأت قبل مدة عن محاولة لشركة kaspersky لطرح فكرة مشروع أسمته جواز السفر الإلكترونية بحيث لا يمكن لأحد الدخول في عالم الإنترنت إلا بعد أن يعرف بنفسه، بحيث يكون مسؤولا عن جميع الأعمال التي يقوم بها في هذا العالم الخفي،،،
    يا ترى هل سيأتي زمن تكون الإنترنت العالم الإفتراضي بقيود مثل قيود العالم الحقيقي؟؟؟ أظن ذلك ممكن ولكن سيبقى هناك أناس خارج هذا النظام ممن يديرون هذا العالم بلا شك.
    موضوعكم رائع، فشكرا لكم

  5. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
    مقالة مفيدة أختي الكريمة إيمان، لكن فقط أحببت أن أبدي ملاحظتي من جمعك لكلمة “مفهوم” على “مفهومات”، وهو ما لا يصح برأيي، لأن الجمع الصحيح هو “مفاهيم”، وأرى من المستبعد أن يكون هناك جمع على صيغة المؤنث السالم لكمة على وزن “مفعول” مذكرة..
    شكرا لك، ومني لك أرق تحية..

  6. صحيح لو لم أتكلم في الفقرة الأخيرة عن ويكبيديا ، لكن الفقرة المتعلقة بويكبيديا ليست عن الخصوصية ، أقدر لك إبداء وجهة نظرك

  7. لست خبيرة بقواعد اللغة العربية ، لكني عندما أرسلتها للمراجعة كتبتها مفاهيم وبعد المرور على التدقيق اللغوي تم تصحيحها لكلمة مفهومات

    بحثت عن الجمع الصحيح لكلمة على وزن مفعول فوجدت أن الكلمة إذا كانت اسماً لمصطلح فإنها تجمع على وزن مفاعيل ، مثل : مضمون مضامين ، مشروع مشاريع ، موضوع مواضيع ، مفهوم مفاهيم

    إذاً : ملاحظتك في محلها ، ولكن لأصحح لك المعلومة التي ذكرتها فإن لكلمات على وزن مفعول جمعاً مؤنثاً إذا كانت جمع لوصف مذكر غير عاقل ، مثل : ملبوس ملبوسات ، ممنوع ممنوعات ، مأكول مأكولات … الخ
    شكراً على التنبيه ،

  8. إذا كانت هذه المواقع تقدم خدمات مجانية ومفيدة فما المانع من أن تستفيد من معلوماتي الشخصية على المستوى العام أي كنتائج إحصائية وليس متابعة للسلوك الشخصي في الانترنت .

    فهذا أعتبره من تبادل المنافع وللي يأخذ لابد أن يعطي .

  9. وهل اذا قاموا بوضع شروط للويب لهم ، يتوجب علينا أن نلتزم بها !

    شروطهم للتفاعل الجماعي لا تناسبنا فهل يجب أن نطبقها حتى نجاري التطور ولا نكون رجعيين !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى