مقالات

Internet?? BAAH!!

خريطة ضوئية للإنترنت

 المتأمل في وضع الإنترنت في بداية التسعينات ومنتصفها حتى بداية الالفية وصولا لهذا الوقت يجد الكثير من التحولات التي لم يتوقعها من عاصروا فجر التقنية. استنتاجا من ما سبق من الصعب التنبؤ بما سيكون عليه حال الإنترنت أو حتى الويب بعد 10 سنوات من الآن (أو حتى بعد 5 سنوات). في هذا الموضوع حاولت جمع العديدمن المعلومات وكان بمثابة محاضرة مصغرة لأحد المواد التي ادرسها الآن اجد نفسي انشر الموضوع هنا. 

قبل عدة سنوات وبالتحديد خلال سنة 1945 طرأت لدى شخص اسمه فانيفر فكرة ربط المعلومات بطريقة ما. بدت الفكرة غريبة ولم يتم تنفيذها فعليا حتى سنة 1965 عندما طرح شخص من كاليفورنيا يقال له تيد نيلسون فكرة ربط كل مستند.تيد نيلسون هذا فكرته جميلة جدا وهي أن كل مستند موجود بالعالم ماهو إلا امتداد لمستند اخر ويجب ربطه بطريقة أو بأخرى فورقة علمية عن هندسة الجينات –على سبيل المثال – يجب ان يربط بها ملف بتعريف ماهية الجينات.  قام تيد نيلسون برسم خطة ضخمة وهي انشاء مكتب يقوم فعليا بربط أي مستند بمستندات أخرى مشابهه في العنوان أو في أي عنصر من عناصر المحتوى بإختصار نستطيع القول أن هذا المكتب يقوم بعمل (كود إتش تي ام ال !!). مع تطور الإنترنت وظهور شبكة الويب على يد تيد برنارز لم يكن بالحسبان تطور فكرة الهايبر لينكغ لتصبح عملية صنعها تستغرق 3 ثواني بواسطة الأكواد! 

في بداية ظهور الويب كان الانترنت شبه مملوك من قبل مؤسسة العلوم القومية الأمريكية. الاختراع بدأ من هناك وكان مملوك من قبل الجيش الامريكي ووردت الفكرة بربط جميع الجامعات الامريكية في الثمانينات بهذا النظام من هنا واصل انتشاره لعدد من الناس. لكن يظل الانترنت فضاء فارغ ومهما كان واعدا في ذلك الوقت فكبار شركات الاعلام لم تهتم نهائيا بالانترنت لدرجة أنه طلب منها بمليء هذا الفضاء بالمحتوى ولكن من يهتم فالتكلفة ستكون عالية لدرجة أن أحد مؤسسين وايرد قام بالذهاب بنفسه لشركة ايه بي سي وطلب منهم حجز النطاق ايه بي سي دوت كوم وقام بشرح التحولات التي ستطرأ على الانترنت فما كان من المسؤولين الا طرده بطريقة نظيفة من مقر الشركة.! الكثير من الجهات الخاصة أبدت استخفافها بالانترنت لدرجة أنه في سنة 1995 قامت النيوز ويك بنشر مقال بعنوان The Internet BAAH!! عبر فيه الكاتب عن رأيه بأن مجتمعات الانترنت واسخداماته كأداة تجارية ماهو إلا هراء. هذا الرأي كان رأيا عاما وهو ماسبب تقاعس شبكات الاعلام و انتشار خدمات كانت بمثابة الانترنت في ذلك الوقت كالياهو والام اس ان وحتى الآن ازدادت الشركات وبقية شبكات الاعلام والترفيه عاجزة عن سحب بساط الانترنت من هذه الشركات لأنها ببساطة لم تقم بذلك منذ البداية!

مالذي أدى إلى الإنتشار ؟

منذ الثمانينات الميلادية الانترنت ممنوعا من الاستخدام التجاري فمالذي سيجعل النيويرك تايمز أو اي صحيفة أو شبكة إعلامية  ببث محتواها من خلاله ؟

الجهة القومية الامريكية منعت اي استخدام تجاري خوفا من ظهور شركات قوية تقوم باستخدام الانترنت تجاريا ومن ثم احتكاره (لحظة هل هذا مايحصل الآن ؟). لكن في سنة 1993 قامت الجهة القومية بفتح المجال تماما للشركات ومن هنا ظهر نت سكيب وبدأت أول محاولة احتكار في التاريخ ومايكروسوفت هي جدا بريئة من احتكارات مشابهه. نت سكيب كان بمثابة النافذة على الانترنت واصبح هناك عصر الاتش تي ام ال الذهبي مع ذلك الظهور وامتلأت المواقع المتخصصه بشتى المجالات بل كان هناك مواقع غريبة جدا بالمحتوى. نت سكيب فهمت اللعبة جيدا فحاولت صنع معايير خاصة بمتصفحها بحيث لايمكن عرض المواقع الا بهذه المعايير والمواقع التجارية سوف تضطر بشراء سيرفرات نت سكيب لبث محتويات مواقعهم بالضبط هذه قصة جشع نت سكيب في تلك الفترة فمن يستطيع ان يعارض فلا منافس والناس وقتها لا يعرفون الا نت سكيب.القصة لا تنتهي هنا ! بل تستمر بمحاولة نت سكيب بصنع ويب توب لتقوم بالغاء فكرة الديسك توب ومن ثم تستقبل اخبار الطقس ونتائج الرياضة وعناوين الاخبار مباشرة من خلال سطح المكتب او سطح الويب كما سمي في مشروع نت سكيب وشركات الاعلام التي تقوم بالبث سوف تجبر على دفع مبلغ عالي جدا. من حسن الحظ أن كل ماسبق بخصوص نت سكيب لم يحدث بل ظهر متصفح انترنت اكسبلورر وسقطت أسهم شركة نت سكيب وتبخر حلم الشركة وبذلك بدأ عصر ذهبي أكبر وبدأت المواقع بالانتشار أكثر وكانت اغلب المواقع مجانية وتقدم خدمات غريبة يصعب تصديق مجانيتها (سمعت ذات مرة بموقع يقوم بتوصيل منتجات مجانا). 

 في تلك الأثناء ومنذ منتصف التسعينات كثرت الاستثمارات في الالياف الضوئية والكيابل البحرية لتحسين الخدمة. في بداية الالفية عارضت الكثير الدول مرور جميع البينات بشمال امريكا فلو تم ارسال بيانات من الجهاز ا الى الجهاز ب فإن هذه البيانات لابد من مرورها بشمال امريكا والتي تعتبر كميناء للبيانات سبب اعتراض الدول كان منطقي وهو خوفا من التجسس على البيانات وفعلا كان من الافضل توسيع نطاق التبادل فاصبح الكيبل البحري في تلك المنطقة يحيط بأمريكا ولا يعبرها مما ساهم في تقليل تزاحم واختناق البيانات في شمال امريكا.

زاد الاستثمار في الخدمات والمواقع وظهرت خدمات كثيرة كالمتصفحات و برامج عرض الفيديو كـ ريل ومع انتشار الملتيميديا في صفحات الويب بدأت شركات نقل المحتوى بالظهور وهي بالمناسبة شركات تقوم بالتخزين المؤقت للبيانات فعندما تقوم بارسال طلب فتح أحد الصفحات أو مشهد فيديو بواسطة المتصفح فإن الموقع يقوم بإرسال الصفحة أو المشهد لشركة تنقل المحتوى كوسيط بين السيرفر الرئيسي وبين جهاز المستخدم والتي تقوم بالتخزين المؤقت وارسال الصفحة تدريجيا بما يناسب سرعة المشترك وبهذا تقل أخطاء النقل وتزيد من سرعته. وظهر غيرها الكثير من الخدمات كخدمة نابستر اول خدمة بي تو بي والتي زادت من الإلحاح لظهور أول خدمة نطاق وسيع في أمريكا. 

انفجرت فقاعة الدوت كوم وخسر المستثمرون في بداية الالفية  هنا وقعت الكارثة الضخمة والكثير توقع أن هذه هي نهاية الانترنت.ولكن بدأت العودة بأسم الويب 2.0 البعض كان فعلا يقصد الويب 2.0 والاخرون كان استخدامهم للمصطلح مجرد تمويه لاعادة وتنشيط حركة الاستثمار في الدوت كوم. بدأ خبراء الويب بمعرفة حقيقة فقاعة الدوت كوم وانها لم تكن سوا بوابة للدخول لعصر جديد في عالم الويب.

 ازدهر الويب 2.0 في السنتين الاخيرة المحتوى التعاوني كان هو خلاصة الويب2.0 فأصبحت الانترنت مليئة بالخدمات بدلا من مواقع الصور والنصوص واصبحت المواقع الخدمية مربوطة بقواعد بيانات ضخمة وكلما انتشر الموقع واشتهر كلما اصبح المحتوى أفضل لأنه يعتمد على مبدأ التعاون فوظيفة المبرمجين هي صنع الاداة وترك المحتوى للجمهور بالضبط كموقع ويكيبيديا أو امازون  والذي من الممكن اعتباره من اوئل مواقع الويب2.0  حيث أن السبب الرئيسي الملح لزيارة الموقع هو رؤية آراء المستهلكين فيه. اضافة الى ذلك مواقع العمل الجماعي كقوقل دوكز وغيره. تتميز غالبية مواقع الويب 2.0 بإمكانية جلب خدماتها ووضعها في الصفحات الشخصية أو المدونات الشخصية. من الممكن الإكتفاء بهذه المواصفات في عالم الويب 2.0 رغم وجود الكثير من المميزات التي صنعت علامة واضحة على هذه المواقع كإستخدام طرق تصنيف خاصة وإستخدام تقنيات برمجية (أجاكس). 

 أخيرا يصعب تنبؤ ماقد يحدث في عالم الانترنت فمايتفق عليه حاليا هو التسارع التقني الحاصل هنا فالآن عدد المدونات ضخم جدا وانا هنا اتحدث عن المدونات النشطة والتي تطرح اكثر من موضوعين اسبوعيا ومواقع خدمات الفيديو مليئة بالانتاج الصوتي والمرئي ومثال على ذلك يوتوب الذي يعج بالانتاج الشخصي اوحتى البود كاست الصوتي والمرئي والذي سيفوق عدد المدونات الكتابية قريبا وبالتالي فمن المتوقع خلال 5 سنوات هو يتعدى عدد المنتجون عدد المستهلكون والإنتاج سيكون أكبر من الاستهلاك ! وبهذا سنشهد فيضان معلوماتي. الذي سيحدث بالضبط هو أن الذكاء الاصطناعي لن يكون شيئا متعلقا بالآله بشكل مباشر بل هو كمية المعلومات الضخمة الموجودة على الويب!

وماهي المشكلة التي سنواجهها؟ 

بالإضافة إلى الفساد التقني (كالإحتكار) سنواجه مشكلة ضياع المعلومات سواءا لسبب تقني أو لسبب بيئي والذي دعى قوقل وياهو الى انشاء مشروع مزارع سيرفرات في اماكن امنة كولاية واشنطن واريقون خوفا من ضياع المعلومات بسبب زلازل منطقة سان فرانسيسكو والتي تقع فيها اغلب سيرفرات الياهو وقوقل  كما ستتم أرشفة العديد من الصفحات من خلال هذا المشروع. 

 ماذا أيضا ؟

كما ذكر في البداية فإنه من الصعب تحديد المسار فقد نشهد تحولات كبيرة بالضبط كالتحول من عصر منتديات وتشات إلى عصر خدمات الكترونية شاملة الخدمات العامة كالويب 2.0 أو خدمات خاصة كبوابات البنوك والمؤسسات والجامعات الالكترونية. خلاصة الموضوع أن مسار الإنترنت ماهو إلا قوة جذب لجميع الافكار الخارجية لصنع مسار فقد نجد فكرة مستقبلية لا علاقة لها بالانترنت (بالضبط مثل فكرة الروابط"الهايبر لينكغ") والتي قد سببت جزء كبير في مفهوم الويب والانترنت.

 

مسار ملخص بترتيب زمني:

 انترنت "شبكة" = فضاء = قناة بث = محتوى = مواقع نصية (وسيلة نشر)= اعلانات=شركات تنسيق وتوزيع للاعلانات (دبل كليك) = شركات نقل المحتوى والتخزين المؤقت "تحسين النقل" (أكاماي) = ملتيميديا = وسائل نقل جماعية (=(p2pاتصال نطاق وسيع وزيادة في الكيابل البحرية=زيادة الإستثمار.   *انفجار فقاعة الدوت كوم*  العودة=المدونات"سهولة أكبر في النشر" = خدمات  web-based=مواقع مربوطة بقواعد بيانات =محتويات أضخم=سرعات أكبر بشكل سنوي . ومن المتوقع ظهور نظم تشغيل على الويب web OS = تخزين كامل البيانات الشخصية ومعالجتها خارج نطاق الجهاز الشخصي Cloud computing= ظهور أجهزة عميل صغيرة =……..

مصادر 1   2

اظهر المزيد

‫11 تعليقات

  1. ماشاء الله تبارك الرحمن
    مقال أقل ما يُقال عنه أنه رائع , ملئ بالمعلومات القيمة , مركز جداً لتوضيح تاريخ الإنترنت .
    هناك الكثير من المعلومات التي وردت بالمقال لأول مرة فجزاكم الله خيراً على الإفادة

    س: محاضرة مصغرة لأحد المواد التي ادرسها الآن
    عفواً هل من مرجع لهذه المادة يمكننا الرجوع له لمعرفة المزيد من المعلومات ؟

  2. البداية لم تكن هذا بالضبط ولكن هذا يعتبر بداية لها
    فقسم الابحاث فى وزارة الدفاع الامريكية Advanced Research Project Agency أراد عمل شبكة تربط اجزاءة ببعضها وخصوصا ان هناك محاولات اخرى من شركات لعمل شبكات مثل محاولت IBM لتشغيل شبكات TokenRing التى اثبتت فشلها فيما بعد وايضا محاولت منظمة الايزو ISO اطلاق برتوكول الشبكات OSI والذى استغرق وقت كبير جدا لاعداده أكثر من الازم وقاموا بعمل توثيق ضخم جدا بالامتار وليس بالكيلو حتى
    وعندما أرادت وزارة الدفاع ربط الاماكن عمل قسم للمشاريع وهوAdvanced Research Project AGency او ARPA وطلبت من هذا القسم تنقيذ تلك الشبكة قام بعمل نظام البرتوكولات الحالى TCP/IP والذى هو تقريبا قلب الشبكة ككل وقامت بعمل شبكة تسمى ARPANET وكانت كما قيل فى المقال مقتصرة على الاماكن الحساسة والجامعات فقط وقد كان كل شئ يتم عن طريقهم , هم المسئولون عن كل شئ وبيدهم كل شئ
    الى ان جاءت مؤسسة العلوم القومية الاميركية National Science Foundation ورات مايحدث وقررت الدخول لانك بصفتك جامعة لكى تتصل بالشبكة لابد من ان تتعاقد Depatement fo Defence اى بالاحرى وزارة الدفاع ولذلك قررت ان تقوم بعمل خليفة :) او وريث لتلك الشبكة متحة بعض الانفاس لكى يبدا الناس فى التنفس قليلا وتشكل ايضا العمود الفقرى BackBone للشبكة فى ذلك الوقت وبعد ذلك انشأت منظمات لتنظيم الامور قليلا وللتحكم فى العمود الفقرى للشبكة او الاماكن الحسساسة بها لكى تبدأ الخدمات فى الظهور والتطور من الاتصال النصى مجرد نقل نصوص , الى البريد الالكترونى والى ماذكرتم فى باقى المقال
    تحياتى ومقال جميل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى